تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة البروج

أهداف سورة البروج

( سورة البروج مكية ، وآياتها 22 آية ، نزلت بعد سورة الشمس ) .

هذه السورة القصيرة تعرض حقائق العقيدة ، وقواعد التصور الإيماني ، وتمجّد الثبات على الحق ، وتبشّر المؤمنين بنصر الدنيا ونعيم الآخرة ، وتهدد الجبارين المعتدين بنقمة الله ولعنته في الدنيا والآخرة .

أصحاب الأخدود

الأخدود : الشق في الأرض يحفر مستطيلا ، وجمعه أخاديد ، وأصحاب الأخدود قوم كافرون ذوو بأس وقوة ، رأوا قوما من المؤمنين فغاظهم إيمانهم ، فحملوهم على الكفر فأبوا ، فشقوا لهم شقّا في الأرض وحشوه بالنار ، وألقوهم فيه ، وكان هؤلاء الغلاظ الأكباد على جوانب الشق يشهدون الإحراق .

فقرات السورة

1- تبدأ الفقرة الأولى بالقسم ، وتربط بين السماء ويوم القيامة وبين حادث الأخدود ، ونقمة الله على أصحابه . ( الآيات 1-4 ) .

2- ثم تعرض الفقرة الثانية المشهد المفجع في لمحات خاطفة ، تودع المشاعر بشاعة الحادث ، بدون تفصيل ولا تطويل ، مع التلميح إلى عظمة العقيدة التي تعالت على فتنة الناس مع شدتها ، وانتصرت على النار وعلى الحياة ذاتها . ( الآيات 5-10 ) .

3- ثم يجيء التعقيب بعد ذلك بفوز المؤمنين ، وبشدة بطش الله بالمجرمين ، وبقدرته وهيمنته على الكون ، ثم إشارة سريعة إلى سوابق ممن أخذ من الطغاة كفرعون وثمود . ( الآيات 11-22 ) .

مع آيات السورة

1-3- يقسم الله سبحانه بالسماء ذات الكواكب ، والنجوم الكثيرة التي تنتشر في أرجائها ، ويقسم بيوم القيامة ، ويقسم بالشاهد والمشهود ، والشاهد هم الملائكة تشهد على الناس يوم القيامة ، والمشهود عليه هم الخلائق ، أو الأنبياء تشهد على أممهم يوم القيامة ، أو بجميع ما خلق الله في هذا الكون مما يشهده الناس ، ويرونه رأي العين .

وقصارى ذلك أنه سبحانه أقسم بالعوالم كلها ، ليلفت الناظرين إلى ما فيها من العظم والفخامة .

4- قتل أصحاب الأخدود . أي : أخذوا بذنوبهم ، ونزل بهم نكال الدنيا وعذاب الآخرة .

وقصة ذلك أنه قد وقع إلى نجران من أرض اليمن ، رجل ممن كانوا على دين عيسى ابن مريم ، فدعا أهلها إلى دينه ، وكانوا على اليهودية ، وأعلمهم أن الله بعث عيسى بشريعة ناسخة لشريعتهم ، فآمن به قوم منهم ، وبلغ ذلك ذا نواس ملكهم ، وكان يتمسك باليهودية ، فسار إليهم بجنود من حمير ، فلما أخذهم خيّرهم بين اليهودية والإحراق بالنار ، وحفر لهم حفيرة ثم أضرم فيها النار ، وصار يؤتى بالرجل منهم فيخيّره فمن جزع من النار ، وخاف العذاب ، ورجع عن دينه ، ورضى باليهودية تركه ، ومن استمسك بدينه ولم يبال بالعذاب الدنيوي لثقته بأن الله يجزيه أحسن الجزاء ، ألقاه في النار .

ثم بين من هم أصحاب الأخدود ، فقال :

5- النار ذات الوقود . أي أن أصحاب الأخدود هم أصحاب النار ، التي لها من الحطب الكثير ما يشتد به لهيبها ، فلا جرم يكون حريقها عظيما ، ولهيبها متطايرا .

6- إذ هم عليها قعود . أي : قتلوا ولعنوا حين أحرقوا المؤمنين بالنار ، وهم قاعدون حولها يشرفون عليهم ، وهم يعذّبون ويحرقون فيها .

7- وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود . وهو تعبير يصوّر قسوة قلوبهم ، وتمكّن الكفر منهم ، فإن التعذيب كان يتم بأمرهم ، وكانوا يقعدون على مقربة من النار ، ويشاهدون أطوار التعذيب وفعل النار في الأجسام في لذة وسعار ، كأنما يثبتون في حسهم هذا المشهد البشع الشنيع .

8 ، 9- وما أنكر أصحاب الأخدود على هؤلاء الذين أحرقوهم بالنار إلا أنهم آمنوا بربهم ، الموصوف بالغلبة والقهر ، والمحمود على نعمه وأفضاله ، الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما ، وهو رقيب على الجميع شاهد على أعمالهم وأحوالهم .

10- إن هناك جزاء عادلا في الآخرة ، وهؤلاء الذين عذبوا المؤمنين وحرقوهم في الدنيا ، ولم يندموا على ما فعلوا ، سيلقون عقابهم في جهنم ، وفي حريق شديد ، لقد أحرقوا المؤمنين بنار الدنيا ، وهي جزء يسير من نار الآخرة ، إذ نارها شديدة ومعها غضب الله على العصاة .

11- وهؤلاء المؤمنون الصادقون يلقون جزاءهم في جنات تجري من تحتها الأنهار ، مع رضوان الله ، وذلك هو الفوز الكبير .

وبهذا يتم الأمر ، وينال كل طرف جزاءه العادل ، فالظالمون الطغاة يلقون عذاب الحريق ، والمؤمنون الصادقون يلقون الجنة ورضوانا من الله أكبر ، ذلك هو الفوز الكبير .

12-16- إن انتقام الله من الظالمين لشديد ، فهو يمهلهم حتى إذا أخذهم لم يفلتهم ، وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده يوم القيامة .

ثم ذكر سبحانه خمسة أوصاف من صفات الرحمة والجلال ، فقال :

1- وهو الغفور . لمن يرجع إليه بالتوبة .

2- الودود . كثير الود والعطاء والمحبة لمن أخلصوا له .

3- ذو العرش . ذو السلطان الكبير والقدرة الكاملة .

4- المجيد . العظيم الكرم والفضل .

5- فعّال لما يريد . سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويختار .

وهو صاحب الإرادة الطليقة والقدرة المطلقة وراء الأحداث ، ووراء الحياة ووراء كل شيء في الوجود .

17 ، 18- هل أتاك حديث الجنود . الجنود : تطلق تارة على العسكر ، وتطلق تارة أخرى على الأعوان ، والمراد بهم هنا الجماعات الذين تجندوا على أنبياء الله واجتمعوا على أذاهم ، هل أتاك حديثهم ؟ وكيف فعل ربك بهم ما يريد ؟

فرعون وثمود . لقد أهلك الله فرعون وجنده ، ونجّى موسى ومن آمن معه ، وقصة ثمود مع صالح معروفة ، فقد عقرت الناقة التي جعلها الله لهم آية ، وقد أهلكهم الله عن بكرة أبيهم ، ونجّى صالحا ومن معه من المؤمنين .

وخلاصة ذلك : أن الكفار في كل عصر متشابهون ، وأن حالهم مع أنبيائهم لا تتغير ولا تتبدل ، فهم في عنادهم سواء ، ولكن العاقبة دائما للمتقين ، وبطش الله شديد بالطغاة الظالمين .

19-22- وفي الختام تقرر السورة أن الكفار في كل عصر يكذبون الرسالات ، وهم غافلون عما يحيط بهم من قهر الله وقدرته ، وهو سبحانه محيط بهم وعالم بجميع أحوالهم ، وسوف يؤاخذهم على عملهم ، وهذا الذي كذّب به قومك كتاب شريف ، متفرد في النظم والمعنى ، محفوظ من التحريف ، مصون من التغيير والتبديل .

مقاصد السورة

1- إظهار عظمة الله وجليل صفاته .

2- قصة أصحاب الأخدود .

3- عاقبة المتقين الجنة والرضوان ، ونهاية المعتدين الهلاك والحريق .

4- يبيد الله الأمم الطاغية في كل حين ، ولاسيما الذين يفتنون المؤمنين والمؤمنات .

5- القرآن مجيد شريف ، وكفى شرفا أنه كلام الله .

القسم بأشياء عظام على لعنة أصحاب الأخدود .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد ومشهود 3 قتل أصحاب الأخدود 4 النار ذات الوقود 5 إذ هم عليها قعود 6 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود 7 وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد 8 الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد 9 إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق 10 إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير 11 }

المفردات :

والسماء : أقسم الله بها وبما بعدها .

ذات البروج : ذات المنازل المعروفة للكواكب .

التفسير :

1- والسماء ذات البروج .

أي : أقسم بالسماء البديعة ذات البروج .

والبروج جمع برج ، وهو القصر العظيم ، أو الحصن .

قال تعالى : أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة . . . ( النساء : 78 ) .

وتطلق البروج على النجوم والشمس والقمر ، فهي مخلوقات ضخمة ، وكأنها بروج السماء الضخمة ، أي قصورها المبنية ، كما قال سبحانه : والسماء بنيناها بأيد وإنّا لموسعون . ( الذاريات : 47 ) .

وإما أن تكون البروج هي المنازل التي تنتقل فيها تلك الأجرام في أثناء دورانها ، وهي مجالاتها التي لا تتعداها في جريانها في السماء .

قال القرطبي :

قوله : والسماء ذات البروج .

قسم أقسم الله عز وجل به ، وفي البروج أربعة أقوال :

أحدها : ذات النجوم ، الثاني : ذات القصور ، الثالث : ذات الخلق الحسن ، الرابع : ذات المنازل الخاصة بالكواكب السيارة ومداراتها الفلكية الهائلة ، وهي اثنا عشر منزلا :

الحمل ، الثور ، الجوزاء ، السرطان ، الأسد ، السنبلة ، الميزان ، العقرب ، القوس ، الجدي ، الدلو ، الحوت . اه .

وخلاصة المعنى :

أقسم بالسماء البديعة ذات المنازل الرفيعة التي تنزلها الكواكب أثناء سيرها .

قال المفسرون : سميت هذه المنازل بروجا لظهورها ، وشبّهت بالقصور لعلوّها وارتفاعها ، لأنها منازل الكواكب السيارة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة البروج مكية وآياتها ثنتان وعشرون ، نزلت بعد سورة الشمس ، وفيها تسلية وتذكير للمؤمنين ، وتهديد ووعيد للمعاندين . والموضوع الرئيسي فيها هو حادث أصحاب الأخدود ، وهم فئة من المؤمنين السابقين ، قبل الإسلام ، قل إنهم من النصارى الموحدين ، ابتُلوا بجماعة من الطغاة أرادوهم على ترك عقيدتهم ، والارتداد عن دينهم ، فأبوا وأصرّوا على التمسك بعقيدتهم . فحفر لهم أولئك أخدودا في الأرض ، وأوقدوا فيه نارا عظيمة ألقوهم فيها ، فماتوا حرقا . وذلك على مرأى من الجموع التي حشدها المتسلطون ، لتشهد مصرع الفئة المؤمنة بهذه الطريقة الوحشية .

وتبدأ السورة بقسَمه تعالى بمظاهر قدرته على أن أولئك الطغاة المتعرضين لإيذاء المؤمنين سيُطردون من ساحة الرحمة ، كما طُرد من سلك سبيلهم ممن سبقوهم من الأمم .

وتقص السورة خبر فعل الطغاة بالمؤمنين ، وتصور ذلك المشهد المفجع في لمحات خاطفة ، ثم تعقّب ذلك بوعد المؤمنين بجنات تجري من تحتها الأنهار . وهي تقرر أن الحق في كل العصور معرّض لمناوأة المناوئين ، وأن القرآن الذي هو دعامة الحق في منأى عن الشك ، لأنه في لوح محفوظ عند الله .

البروج : واحدها بُرج بضم الباء ، ومن معانيه : القصر العالي ، والحصن ، وبروجُ السماء الإثنا عشر ، وهي تضم منازلَ القمر الثمانية والعشرين ، وسيأتي تفصيلها .

أقسَم الله تعالى بالسماءِ البديعة وما فيها من نجوم لِينبِّهَنا إلى ما فيها من دقة الصنع ، وبالغ الحكمة ، لِنعلمَ أن الذي خلَقها أجلُّ وأعظم .

والبروج اثنا عشر وهي : الحمَل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسُنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والدَّلو ، والجَدي ، والحوت ، والقوس .

وتحلُّ الشمس كل شهرٍ في واحد من هذه البروج ، وكلٌّ منها يضمُّ منزلَين وثلُثاً من منازل القمر ، وعددها ثمانية وعشرون منزلا ، ينزل القمر كل يوم في واحد منها ويستتر ليلتين يغيب فيهما .

ومنازل القمر هي : الشرطان ، والبطين ، والثريا ، والدَّبَران ، والهَقْعَة ، والهَنْعة ، والذِراع ، والنثرة ، والطَرْف ، والجَبْهة ، والزّبرة ، والصرفة ، والعَوّاء ، والسِّماك الأعزل ، والغفر ، والزُّبانى ، والإكليل ، والقلب ، والشَّولة ، والنعائم ، والبلدة ، وسعدُ الذابح ، وسعد بَلَعَ ، وسعدُ سُعود ، وسعدُ الأخبية ، والفرغُ الأول ، والفرغُ الثاني ، وبطنُ الحوت .

ونرى في السماء ستة بروج ، والستة الأخرى تكون في سماء نصفِ الأرض المغيَّبة عنّا .

ونرى في المنازل أربعة عشر منزلا ، والبقية في النصف المغيّب عنّا . والبروج الإثنا عشر ، منها ستة في شمال خط الاستواء ، وستة أخرى في جنوبه .

فأما التي في شماله فهي : الحمل ، والثور ، والجوزاء .

وهذه الثلاثة تقطعها الشمس في ثلاثة أشهر هي فصل الربيع ، ثم السرطان ، والأسد ، والسنبلة ، وهذه هي فصل الصيف .

والستة التي في جنوب خط الاستواء هي : الميزان ، والعقرب ، والقوس ، وفيها يكون فصل الخريف .

ثم الجدي ، والدلو ، والحوت ، وفيها يكون فصل الشتاء . هكذا قسّم القدماء البروج والمنازل .

ولقد أقسم الله تعالى بالسماء لما فيها من نجوم لا تُعدُّ ولا تحصى ، ومن جملتها هذه البروج ، لأننا نراها ونشاهدُها دائما ، ولما فيها من مصالح ومنافع للناس في هذه الحياة .

وقد اهتم العربُ اهتماماً كبيرا بمعرفة هذه النجوم ، ومن قبلِهم اهتمت الأمم التي سبقتهم . وكانوا أحوجَ الناس إلى معرفتها ، ومواقع طلوعها وغروبها ، لأنهم يحتاجون إليها في السفَر برّاً وبحراً ، إذ يهتدون ليلاً بهذه الدراري اللامعة ، فلولاها لضلّت قوافلُهم وهلكت تجارتُهم ومواشيهم ، وهذا ما أشار الله تعالى إليه بقوله :

{ وَهُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ النجوم لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البر والبحر } [ الأنعام : 97 ] .

وقال : { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السماء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ } [ الحجر : 16 ] .

وقال : { هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيَآءً والقمر نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين والحساب } [ يونس : 5 ] .

ولذلك اهتم العرب بهذه السماء العجيبة ، وعرفوا عدة من الكواكب الثابتة وسمّوها بأسماء مخصوصة ، وذكروا في أشعارهم بعضها ، مثل الفَرْقَدَين والدَّبَران ، والعَيُّوق ، والثريا ، والسِّماكَين ، والشِّعْرَيَيْن ، وغيرهما مما ذكر في كتب الفلك والأدب والتفسير والتاريخ . . . .

وقد صور العلامة أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي جميع أسماء الكواكب المستعملة عند العرب في كتابه البديع : صور الكواكب الثمانية والأربعين ، والذي حوى نحو مئتين وخمسين كوكبا . . . .

فالقَسم بهذه السماء البديعة الصنع ، العجيبة التركيب ، وما فيها من نجوم ومجرات ، ومجموعات لا نعلم منها إلا القليل القليل ، قَسَمٌ عظيم ، والذي أقسَمَ أجَلُّ أعظمُ .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة البروج وهي مكية

{ 1 - 22 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ }

{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } أي : [ ذات ] المنازل المشتملة على منازل الشمس والقمر ، والكواكب المنتظمة في سيرها ، على أكمل ترتيب ونظام دال على كمال قدرة الله تعالى ورحمته ، وسعة علمه وحكمته .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

سورة البروج مكية.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

مكية بالاتفاق...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن المقصود من هذه السورة تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن إيذاء الكفار وكيفية تلك التسلية هي أنه تعالى بين أن سائر الأمم السالفة كانوا كذلك مثل أصحاب الأخدود ومثل فرعون ومثل ثمود، وختم ذلك بأن بين أن كل الكفار كانوا في التكذيب، ثم عقب هذا الوجه بوجه آخر، وهو قوله: {والله من ورائهم محيط} ذكر وجها ثالثا وهو أن هذا شيء مثبت في اللوح المحفوظ ممتنع التغيير وهو قوله: {بل هو قرآن مجيد} فهذا ترتيب السورة...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا رُزَيق بن أبي سلمى، حدثنا أبو المهزّم، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج، والسماء والطارق.

وقال أحمد: حدثنا أبو سعيد -مولى بني هاشم- حدثنا حماد بنُ عباد السدوسي، سمعت أبا المهزم يحدث عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء. تفرد به أحمد...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

مقصودها:

الدلالة على القدرة على مقصود الانشقاق الذي هو صريح آخرها من تنعيم الولي وتعذيب الشقي في الدنيا ممن لا يمكن في العادة أن يكون عذابه ذلك إلا من الله وحده تسلية لقلوب المؤمنين وتثبيتا لهم على أذى الكافرين، وعلى ذلك دل اسمها البروج بتأمل القسم والمقسم عليه وما هدى ذلك السياق إليه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذه السورة القصيرة تعرض، حقائق العقيدة، وقواعد التصور الإيماني.. والموضوع المباشر الذي تتحدث عنه السورة هو حادث أصحاب الأخدود ....

...قيل إنهم من النصارى الموحدين -ابتلوا بأعداء لهم طغاة قساة شريرين، وأرادوهم على ترك عقيدتهم والارتداد عن دينهم، فأبوا وتمنعوا بعقيدتهم. فشق الطغاة لهم شقا في الأرض، وأوقدوا فيه النار، وكبوا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقا، على مرأى من الجموع التي حشدها المتسلطون لتشهد مصرع الفئة المؤمنة بهذه الطريقة البشعة، ولكي يتلهى الطغاة بمشهد الحريق. حريق الآدميين المؤمنين: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).. تبدأ السورة بقسم: (والسماء ذات البروج، واليوم الموعود، وشاهد ومشهود، قتل أصحاب الأخدود..) فتربط بين السماء وما فيها من بروج هائلة، واليوم الموعود وأحداثه الضخام، والحشود التي تشهده والأحداث المشهودة فيه.. تربط بين هذا كله وبين الحادث ونقمة السماء على أصحابه البغاة. ثم تعرض المشهد المفجع في لمحات خاطفة، تودع المشاعر بشاعة الحادث بدون تفصيل ولا تطويل.. مع التلميح إلى عظمة العقيدة التي تعالت على فتنة الناس مع شدتها،...

والتلميح إلى بشاعة الفعلة، وما يكمن فيها من بغي وشر وتسفل، إلى جانب ذلك الارتفاع والبراءة والتطهر من جانب المؤمنين: (النار ذات الوقود. إذ هم عليها قعود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود).. بعد ذلك تجيء التعقيبات المتوالية القصيرة متضمنة تلك الأمور العظيمة في شأن الدعوة والعقيدة والتصور الإيماني الأصيل: إشارة إلى ملك الله في السماوات والأرض وشهادته وحضوره تعالى لكل ما يقع في السماوات والأرض: الله (الذي له ملك السماوات والأرض. والله على كل شيء شهيد).. وإشارة إلى عذاب جهنم وعذاب الحريق الذي ينتظر الطغاة الفجرة السفلة؛ وإلى نعيم الجنة.. ذلك الفوز الكبير.. الذي ينتظر المؤمنين الذين اختاروا عقيدتهم على الحياة، وارتفعوا على فتنة النار والحريق: (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات- ثم لم يتوبوا -فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار. ذلك الفوز الكبير).. وتلويح ببطش الله الشديد، الذي يبدئ ويعيد: (إن بطش ربك لشديد. إنه هو يبدئ ويعيد).. وهي حقيقة تتصل اتصالا مباشرا بالحياة التي أزهقت في الحادث، وتلقي وراء الحادث إشعاعات بعيدة.. وبعد ذلك بعض صفات الله تعالى. وكل صفة منها تعني أمرا...

.وكلها ذات اتصال بالحادث.. كما أنها تطلق وراءه إشعاعات بعيدة الآماد. ثم إشارة سريعة إلى سوابق من أخذه للطغاة، وهم مدججون بالسلاح.. (هل أتاك حديث الجنود. فرعون وثمود؟) وهما مصرعان متنوعان في طبيعتهما وآثارهما. ووراءهما- مع حادث الأخدود -إشعاعات كثيرة. وفي الختام يقرر شأن الذين كفروا وإحاطة الله بهم وهم لا يشعرون: (بل الذين كفروا في تكذيب. والله من ورائهم محيط).. ويقرر حقيقة القرآن، وثبات أصله وحياطته: (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ).. مما يوحي بأن ما يقرره هو القول الفصل والمرجع الأخير، في كل الأمور.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

روى أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج. وهذا ظاهر في أنها تسمى سورة السماء ذات البروج، لأنه لم يحك لفظ القرآن، إذ لم يذكر الواو.

وأخرج أحمد أيضا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ في العشاء بالسماوات، أي السماء ذات البروج والسماء والطارق فمجمعهما جمع سماء وهذا يدل على أن اسم السورتين: سورة السماء ذات البروج، سورة السماء والطارق.

وسميت في المصاحف وكتب السنة وكتب التفسير سورة البروج...

من أغراض هذه السورة:

ابتدئت أغراض هذه السورة بضرب المثل للذين فتنوا المسلمين بمكة بأنهم مثل قوم فتنوا فريقا ممن آمن بالله فجعلوا أخدودا من نار لتعذيبهم ليكون المثل تثبيتا للمسلمين وتصبيرا لهم على أذى المشركين وتذكيرهم بما جرى على سلفهم في الإيمان من شدة التعذيب الذي لم ينلهم مثله ولم يصدهم ذلك عن دينهم.

وإشعار المسلمين بأن قوة الله عظيمة فسيلقى المشركون جزاء صنيعهم ويلقى المسلمون النعيم الأبدي والنصر.

والتعريض للمسلمين بكرامتهم عند الله تعالى.

وضرب المثل بقوم فرعون وبثمود وكيف كانت عاقبة أمرهم ما كذب الرسل فحصلت العبرة للمشركين في فتنهم المسلمين وفي تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم والتنويه بشأن القرآن.

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

في السورة حملة على الكفار لاضطهادهم ضعاف المؤمنين والمؤمنات وفتنتهم إياهم عن الإسلام، وإشارة إنذارية إلى حادث مماثل، وتثبيت للمؤمنين وتذكير بمصائر البغاة كفرعون وثمود، وتنويه بقدر القرآن وحفظه وآياتها متصلة ببعضها نظما وموضوعا...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

وهذه من السور المكية التي تبدأ بالقسم بالسماء ذات البروج، وباليوم الموعود الذي يحتوي في مضمونه العقيديّ يوم القيامة، وبالشاهد والمشهود في إشارةٍ، ربما، إلى الأنبياء الذين تحدّث عنهم القرآن كشهودٍ على أممهم، وأما المشهود، فقد يراد به العمل بوصفه متعلق الشهادة، أو الأمر الذي يشاهده الناس في ما يعاينونه منه، لتكون هذه الأمور الثلاثة إيحاءً بالجوّ الغيبي الذي قد يعرف الإنسان بعض مفرداته، ولكنه لا يعرف طبيعته الخفية في ما يوحي به من عالمٍ غامضٍ لا يدركه إلا عندما يقترب إليه. والموضوع المثير هو الحديث عن هؤلاء المؤمنين الذين عاشوا في مرحلةٍ زمنيةٍ متقدّمةٍ على الإسلام، وربما قيل: إنهم من النصارى المؤمنين بعيسى (عليه السلام) في دينه التوحيديّ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

محتوى السّورة:

كان المؤمنون في بداية الدعوة المحمّدية خصوصاً في مكّة يعانون من شدّة التضييق وأقسى ألوان التعذيب الجسدي والنفسي، الذي انهال به عدوّهم من الكفّار على أن يتركوا إيمانهم بترك عقيدة الحق والارتداد عن الدين القويم! وبملاحظة كون السّورة مكيّة، فيظهر إنّها نزلت لتقوية معنويات المؤمنين لمواجهة تلك الظروف الصعبة، ولترغيبهم على الصمود أمام الصعاب والثبات على الإيمان وترسيخه في القلوب. وتناولت السّورة قصّة «أصحاب الأخدود»، الذين حفروا خندقاً وسجّروه بالنيران، وهددوا المؤمنين بإلقائهم في تلك النّار إن لم يعودوا إلى كفرهم! وأحرقوا مجموعة منهم بالنّار وهم أحياء، ومع ذلك لم يرجعوا عن دينهم.. وتَعِدُ السّورة في بعض آياتها بعذاب جهنم الأليم لأولئك الذين يؤذون المؤمنين ويعذبونهم على إيمانهم، وتذمهم ذماً شديداً، في حين تبشر المؤمنين الصابرين بالجنّة والفوز بنعيمها. وفي جانب آخر من السّورة، تُعرض لنا مقتطفات من قصّتي فرعون وثمود وقوميهما الجناة الطغاة، وما آلوا إليه من ذُلّ وهلاك، كلّ ذلك تذكيراً لكفّار مكّة الذين هم أضعف قوّة وأقل جنداً من أولئك، فعسى أن يرعووا عمّا هم فيه من جهة، وتسلية لقلب الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ومَن كان معه من المؤمنين من جهة أخرى. وتختم السّورة في آخر مقاطعها بالإشارة إلى عظمة القرآن الكريم، وإلى الأهمية البالغة لهذا الوحي الإلهي. وعموماً، فالسّورة من سور المقاومة والثبات والصبر أمام ضغوط الظالمين والمستكبرين، وآياتها تتضمّن الوعد الإلهي بنصر المؤمنين.

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

قوله: {والسماء ذات البروج} يقول: والسماء ذات النجوم، نظيرها في تبارك: {الذي جعل في السماء بروجا}، يقول: جعل في السماء نجوما، {وجعل فيها سراجا}، وهي الشمس {وقمرا منيرا} [الفرقان:61].

تفسير الإمام مالك 179 هـ :

ابن العربي: قال ابن القاسم: سمعت مالكا يقول: البروج المشيدة وهي قصور في السماء...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"والسّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ "أقسم الله جلّ ثناؤه بالسماء ذات البروج.

واختلف أهل التأويل في معنى البروج في هذا الموضع؛

فقال بعضهم: عُنِي بذلك: والسماء ذات القصور. قالوا: والبروج: القصور... عن ابن عباس "والسّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ" قال: قصور في السماء، قال غيره: بل هي الكواكب...

وقال آخرون: عني بذلك: والسماء ذات النجوم، وقالوا: نجومها: بروجها...

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: معنى ذلك: والسماء ذات منازل الشمس والقمر، وذلك أن البروج: جمع برج، وهي منازل تتخذ عالية عن الأرض مرتفعة، ومن ذلك قول الله: "وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيّدَةٍ"...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

أي: النجوم العظام...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وقال ابن عباس: {البروج}: النجوم، لأنها تتبرج بنورها، والتبرج: التظاهر والتبدي، وقال الجمهور وابن عباس أيضاً: {البروج} هي المنازل التي عرفتها العرب وهي اثنا عشر على ما قسمته العرب وهي التي تقطعها الشمس في سنة، والقمر في ثمانية وعشرين يوماً...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن في البروج ثلاثة أقوال:

(أحدها) أنها هي البروج الاثنا عشر وهي مشهورة وإنما حسن القسم بها لما فيها من عجيب الحكمة، وذلك لأن سير الشمس فيها ولا شك أن مصالح العالم السفلي مرتبطة بسير الشمس، فيدل ذلك على أن لها صانعا حكيما...

(وثانيها): أن البروج هي منازل القمر، وإنما حسن القسم بها لما في سير القمر وحركته من الآثار العجيبة.

(وثالثها): أن البروج هي عظام الكواكب سميت بروجا لظهورها...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{والسماء} أي العالية غاية العلو المحكمة غاية الإحكام {ذات البروج} أي المنازل للكواكب السيارة التي ركبها الله تعالى على أوضاع جعل في بعضها قوة التسبب للإبداء والإعادة بالإنبات وفي بعضها قوة التربية كذلك، وفي الأخرى قوة الاستحصاد بأسباب خفية أقامها سبحانه لا ترونها،... وهو إشارة إلى أن الذي فصل السماء هذا التفصيل وسخر فيها هذه الكواكب لمصالح الإنسان لا يتركه سدىً، بل لا بد من دينونته على ما يفعله من خير وشر شبهت بالقصور لأنها تنزلها السيارة وتكون فيها الثوابت وعظام الكواكب،...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

تبدأ السورة -قبل الإشارة إلى حادث الأخدود- بهذا القسم: بالسماء ذات البروج، وهي إما أن تكون أجرام النجوم الهائلة وكأنها بروج السماء الضخمة أي قصورها المبنية...

.وإما أن تكون هي المنازل التي تتنقل فيها تلك الأجرام في أثناء دورانها، وهي مجالاتها التي لا تتعداها في جريانها في السماء. والإشارة إليها يوحي بالضخامة. وهو الظل المراد إلقاؤه في هذا الجو...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

في افتتاح السورة بهذا القسم تشويق إلى ما يرد بعده وإشعار بأهمية المقسم عليه، وهو مع ذلك يَلفت ألبابَ السّامعين إلى الأمور المقسم بها، لأن بعضها من دلائل عظيم القدرة الإلهية المقتضية تفرد الله تعالى بالإلهية وإبطالَ الشريك، وبعضها مذكِّر بيوم البعث الموعود، ورمز إلى تحقيق وقوعه، إذ القسم لا يكون إلا بشيء ثابت الوقوع وبعضها بما فيه من الإِبهام يوجِّه أنفُس السامعين إلى تطلب بيانه.

ومناسبةُ القسم لما أقسم عليه أن المقسم عليه تضمن العبرة بقصة أصحاب الأخدود ولما كانت الأخاديد خُطوطاً مجعولة في الأرض مستَعِرَة بالنار أقسم على ما تضمنها بالسماء بقيد صفة من صفاتها التي يلوح فيها للناظرين في نجومها ما سماه العرب بروجاً وهي تشبه دارات متلألئة بأنوار النجوم اللامعة الشبيهة بتلهب النار.

والقسم بالسماء بوصف ذات البروج يتضمن قسماً بالأمرين معاً لتلتفت أفكارُ المتدبرين إلى ما في هذه المخلوقات وهذه الأحوال من دلالة على عظيم القدرة وسعة العلم الإلهي إذ خلقها على تلك المقادير المضبوطة لينتفع بها الناس في مواقيت الأشهر والفصل. كما قال تعالى في نحو هذا: {ذلك لتعلموا أن اللَّه يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن اللَّه بكل شيء عليم} [المائدة: 97].

وأما مناسبة القسم باليوم الموعود فلأنه يوم القيامة باتفاق أهل التأويل لأن الله وعد بوقوعه قال تعالى: {ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} [المعارج: 44] مع ما في القَسم به من إدماج الإِيماء إلى وعيد أصحاب القصة المقسَم على مضمونها، ووعيد أمثالهم المعرَّض بهم.

ومناسبة القسم ب {شاهد ومشهود} على اختلاف تأويلاته، ستُذكر عند ذكر التأويلات وهي قريبة من مناسبة القَسم باليوم الموعود، ويقابله في المقسم عليه قوله: {وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود}.

والبروج: تطلق على علامات من قبة الجَو يتراءى للناظر أن الشمس تكون في سمتها مدة شهر من أشهر السنة الشمسية، فالبرج: اسم منقول من اسم البُرج بمعنى القصر لأن الشمس تنزله أو منقول من البرج بمعنى الحصن.

والبرج السماوي يتألف من مجمُوعة نجوم قريب بعضها من بعض لا تختلف أبعادها أبداً، وإنما سُمِّي بُرجاً لأن المصطلحين تخيلوا أن الشمس تحلّ فيه مُدّة فهو كالبرج، أي القصر، أو الحصن، ولما وجدوا كل مجموعة منها يُخَال منها شكلٌ لو أحيط بإطار لخط مفروض لأشبَهَ محيطُها محيط صورة تخيلية لبعض الذوات من حيوان أو نبات أو آلات، ميّزوا بعض تلك البروج من بعض بإضافته إلى اسم ما تشبهه تلك الصورة تقريباً فقالوا: برج الثَّور، برج الدلو، برج السنبلة مثلاً.

وهذه البروج هي في التّحقيق: سُموت تقابلها الشمس في فلكها مدة شهر كامل من أشهُر السنة الشمسية يوقتون بها الأشهر والفصول بموقع الشمس نهاراً في المكان الذي تطلع فيه نجوم تلك البروج ليلاً، وقد تقدم عند قوله تعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجاً} في سورة الفرقان (61).

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

في الآيات قسم رباني بالأقسام الثلاثة بأن لعنة الله قد حقت على الذين حفروا الأخدود، وأججوا فيه النيران، وألقوا فيه المؤمنين وهم جالسون يشهدون عذابهم دون أن تأخذهم الشفقة عليهم. ولم يكن لهم ذنب يغضبهم عليهم إلا أنهم آمنوا بالله وحده. والمتبادر أن الأقسام الثلاثة في بدء السورة مما كان يعرف السامعون خطورته ومداه مهما اختلف المؤولون فيه. وبهذا فقط تبدو الحكمة في ذلك، والله أعلم...

إن حكمة التنزيل قد شاءت بأن تقسم بأمر يعرف العرب خطورته ويعرفون أنه مظهر من مظاهر قدرة الله تعالى وبكلمة أخرى شاءت أن تذكر هذا المظهر من مظاهر الكون بما كان متداولا بينهم. وهذا الأسلوب مما تكرر كثيرا في هذا الأمر؛ لأنه أكثر تأثيرا فيهم كشأن القصص على ما شرحناه في سياق سورة القلم. ولقد كانوا يعرفون ويعترفون بأن الله سبحانه هو الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما وهو مدبر الأكوان على ما جاء في آيات كثيرة...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

الإيمان الراسخ أقوى من حُفر النيران!

كما نعلم جميعاً، بأنّ المسلمين في صدر الإسلام الأوّل، كانوا يعيشون في مكّة تحت ظروف قاسية، بعد أن كشّر أعدائهم بقباحة تلك الأنياب القذرة، فانهالوا على المؤمنين بأصناف العذاب وألوانه.. ولمّا كان الهدف من نزول السّورة، وبما عرضته من صور الأولين هو إنذار هؤلاء الظالمين المغرورين بأنّ مصيرهم سيكون مثل مصير الأقوام السالفة من جهة، ومن جهة أخرى لتثبيت المؤمنين، وتقوية عزائمهم في صراعهم أمام أذى واضطهاد أهل مكّة. ابتدأت السّورة ب: (والسماء ذات البروج)...

والقسم بهذه البروج يشير إلى عظمة أمرها، التي لم تكن معلومة للعرب الجاهليين وقت نزول الآية بينما أصبحت معلومة تماماً في هذا الزمان والأقوى أنّ المراد منها هو النجوم المتلألئة ليلاً في القبة السماوية...

.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي عشرون واثنتان بلا خلاف

{ والسماء ذات البروج } يعني بروج الكواكب وهي اثنا عشر برجا

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية باتفاق . وهي ثنتان وعشرون آية .

قسم أقسم الله به جل وعز وفي " البروج " أقوال أربعة : أحدها : ذات النجوم . قاله الحسن وقتادة ومجاهد والضحاك . الثاني : القصور . قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد أيضا . قال عكرمة : هي قصور في السماء . مجاهد : البروج فيها الحرس . الثالث : ذات الخلق الحسن . قاله المنهال بن عمرو . الرابع : ذات المنازل . قاله أبو عبيدة ويحيى بن سلام . وهي اثنا عشر برجا ، وهي منازل الكواكب والشمس والقمر . يسير القمر في كل برج منها يومين وثلت يوم ، فذلك ثمانية وعشرون يوما ، ثم يستسر{[15885]} ليلتين ، وتسير الشمس في كل برج منها شهرا . وهي : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس والجدي ، والدلو ، والحوت . والبروج في كلام العرب : القصور . قال الله تعالى ؛ " ولو كنتم في بروج مشيدة " [ النساء : 78 ] . وقد تقدم{[15886]} .


[15885]:سرر الشهر (بفتحتين): آخر ليلة منه . وهو مشتق من قولهم: استسر القمر. أي خفي ليلة السرار. فربما كان ليلة وربما كان ليلتين.
[15886]:راجع جـ 5 ص 82.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة البروج{[1]}

مقصودها الدلالة على القدرة على مقصود الانشقاق الذي هو صريح آخرها من تنعيم الولي وتعذيب الشقي{[2]} في الدنيا ممن لا يمكن في العادة أن يكون عذابه ذلك إلا من الله وحده تسلية لقلوب المؤمنين وتثبيتا{[3]} لهم على أذى الكافرين{[4]} ، وعلى ذلك دل اسمها البروج بتأمل القسم والمقسم عليه وما هدى ذلك السياق إليه{[5]} { بسم الله } الذي أحاط بكل شيء قدرة وعلما { الرحمن } الذي عم الخلائق عدلا وحلما { الرحيم* } الذي خص أولياءه بإتمام النعمة عليهم عينا كما أظهره رسما .

لما ختم تلك بثواب المؤمن وعقاب الكافر والاستهزاء به بعد أن ذكر أنه سبحانه أعلم بما يضمر الأعداء من المكر وما يرومون من الأنكاد للأولياء وتوعدهم بما لا يطيقون ، وكانوا قد عذبوا المؤمنين بأنواع العذاب واجتهدوا في فتنة من قدروا عليه منهم ، وبالغوا في التضييق عليهم حتى ألجؤوهم إلى شعب أبي طالب وغيره من البروج في البلاد ، ومفارقة الأهل والأولاد ، ابتدأ هذه بما أوقع{[72453]} بأهل الجبروت ممن تقدمهم على وجه معلم أن ذلك الإيقاع منه سبحانه قطعاً ، ومعلم أن الماضين تجاوزوا ما فعل هؤلاء إلى القذف في النار ، وأن أهل الإيمان ثبتوا ، وذلك لتسلية المؤمنين وتثبيتهم ، وتوعيد الكافرين وتوهيتهم وتفتيتهم ، فقال مقسماً لأجل إنكارهم وفعلهم{[72454]} في التمادي في عداوة حزب الله فعل المنكر أن الله ينتقم لهم{[72455]} بما يدل على تمام القدرة على القيامة : { والسماء } أي العالية غاية العلو المحكمة غاية الإحكام{[72456]} { ذات البروج * } أي المنازل{[72457]} للكواكب السيارة التي ركبها الله تعالى على أوضاع{[72458]} جعل في بعضها{[72459]} قوة التسبب للإبداء والإعادة بالإنبات{[72460]} وفي بعضها قوة التربية كذلك ، وفي الأخرى قوة الاستحصاد بأسباب خفية أقامها سبحانه لا ترونها ، غير أنكم لكثرة إلفكم لذلك صرتم تدركون منه بالتجارب أموراً تدلكم على تمام القدرة ، فنسبها بعضكم إلى الطبيعة لقصور النظر في أسباب الأسباب وكلال الفكر عن النفوذ إلى نهاية ما تصل إليه الألباب ، فاستبدل بالشكر الكفر ، واستدل بالآيات على ضد ما تدل{[72461]} عليه لجمود الذهن وانعكاس الفكر ، والمراد بها المنازل الاثنا عشر{[72462]} : الحمل - والثور - والجوزاء - والسرطان - والأسد - والسنبلة - والميزان - والعقرب - والقوس - والجدي - والدلو - والحوت - وهي التي تقطعها الشمس في السنة-{[72463]} ، أو هي الثمانية والعشرون التي يقطعها القمر في الشهر ، وهي{[72464]} منازل الشمس هذه الاثنا عشر{[72465]} بسير القمر في كل واحد منها يومين وثلثاً ، فذلك ثمانية وعشرون يوماً-{[72466]} ويستسر{[72467]} ليلتين ، فذلك شهر ، وهو إشارة إلى أن الذي فصل السماء هذا التفصيل وسخر فيها هذه الكواكب لمصالح الإنسان لا يتركه سدىً ، بل لا بد من دينونته على ما يفعله من خير وشر شبهت بالقصور لأنها تنزلها السيارة وتكون فيها الثوابت وعظام الكواكب ، سميت بروجاً لظهورها ، أو أبواب السماء فإن النوازل تخرج منها ، وأصل التركيب للظهور .


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[5]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[72453]:في ظ: أوقعه.
[72454]:زيد في الأصل: وغفلتهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72455]:من ظ و م، وفي الأصل: يتنعم.
[72456]:زيد في الأصل: وهي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72457]:زيد في الأصل: للبروج، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72458]:من ظ و م، وفي الأصل: الأوضاع.
[72459]:العبارة من هنا إلى "التربية" ساقطة من ظ.
[72460]:من م، وفي الأصل: وهي للانبات.
[72461]:من ظ و م، وفي الأصل: دلت.
[72462]:من ظ، وفي الأصل و م: اثني عشر.
[72463]:زيد من ظ و م.
[72464]:زيد في الأصل: التي هي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72465]:من ظ و م، وفي الأصل: اثني عشر.
[72466]:زيد من م.
[72467]:من م، وفي الأصل و ظ: يستتر.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية وهي ثنتان وعشرون آية . وهي تقص علينا خبرا من أخبار الطغاة الظالمين السابقين الذين نكلوا بالمؤمنين في اليمن أشد تنكيل ، إذ شقوا لهم في الأرض أخاديد ثم أوقدوا فيها نارا متأججة فألقوهم فيها فاحترقوا .

وذلك لإيمانهم بربهم وإصرارهم على الثبات على عقيدة التوحيد . فلم يثنهم التهديد والتخويف بالتحريق ، عن الاستمساك بدينهم حتى الموت ، بل آثروا التعذيب بالنار على الكفر والزيغ عن دين الله .

وهذه فعلة بشعة نكراء تلبّس بارتكابها المجرمون من عتاة البشر ، وهم في غاية الظلم المغالي الذي تغيض فيه كل أثارة من أثارات الرحمة ، والذي يتقمّص فيه الظالمون الأشرار طبائع الوحوش الكاسرة في غابات الظلام .

ومن أجل هذا الإجرام الفظيع والعدوان الصارخ على المؤمنين المعذبين الصابرين يقسم الله بالسماء وبروجها وبالقيامة الموعودة وبالشاهد والمشهود على أن بطشه شديد أليم وأنه العزيز الجبار المنتقم لعباده المؤمنين المبتلين ، من المجرمين الظالمين .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد ومشهود 3 قتل أصحاب الأخدود 4 النار ذات الوقود 5 إذ هم عليها قعود 6 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود 7 وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد 8 الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد 9 إن الذين فتنوا المؤمنين ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق 10 إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير } .

نزلت في نصارى نجران إذ دعاهم رجل ممن كان على دين عيسى ( عليه السلام ) فأجابوه فسار إليهم ذو نواس اليهودي بجنوده من حمير فخيرهم بين النار واليهودية فأبوا فأحرق منهم اثنى عشر ألفا في الأخاديد . وقيل ، سبعون ألفا{[4793]} .

وهذه فعلة أليمة فظيعة تقشعر لبشاعتها الجلود والأبدان ، وتنفر منها المشاعر والضمائر . وذلك هو ديدن الأشقياء الكفرة من أعداء الله في كل زمان ، أولئك الذين يعذبون المؤمنين من عباد الله من أجل استمساكهم بعقيدة الحق . عقيدة التوحيد الخالص والإذعان الكامل لله وحده .

ومن أجل هذه الفعلة الأثيمة المنكرة أقسم الله قسمه الكريم العظيم ليبطشنّ بالقتلة المجرمين الذين عذبوا المؤمنين الموحدين من قوم عيسى ( عليه السلام ) فأحرقوهم إحراقا . وهو قوله سبحانه متوعدا متهددا هؤلاء الطغاة المجرمين { والسماء ذات البروج } أقسم الله بالسماء ذات البروج . والمراد بالبروج النجوم . أي : والسماء ذات النجوم . وقيل : البروج : منازل الكواكب وهي اثنا عشر برجا لاثني عشر كوكبا وهي : برج الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والعقرب ، والجدي ، والدلو ، والحوت ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والقوس .


[4793]:الكشاف جـ 4 ص 238.