العهد : شهادة ألا إله إلا الله ، والتبري من الحول والقوة ، وعدم رجاء أحد إلا الله ؛ وقيل : العهد : المحافظة على الصلاة
87- { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا .
أي : لا يشفعون ولا يشفع لهم غيرهم ، لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا ؛ وهم من المؤمنون الصادقون ؛ فإنهم يملكونها بتمليك الله لهم إياها ، وإذنه لهم فيها ، كما قال تعالى :
{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه . . . } ( البقرة : 255 ) .
وكما قال سبحانه : { وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى } . ( النجم : 26 ) .
وقال ابن كثير في تفسير الآية :
أي : ليس لهم من يشفع لهم ، كما يشفع المؤمنون بعضهم لبعض ، كما قال تعالى مخبرا عنهم : { فما لنا من شافعين . ولا صديق حميم } . ( الشعراء : 101 ، 100 ) .
وقوله : { إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا } . هذا استثناء منقطع بمعنى : لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا ؛ وهو شهادة : أن لا إله إلا الله والقيام بحقه .
العهد : ( شهادة أن لا إله إلا الله ) ويبرأ إلى الله من الحول والقوة ولا يرجو إلا الله عز وجل ، وقال ابن أبي حاتم : عن الأسود بن يزيد ؛ قال : قرأ عبد الله ابن مسعود هذه الآية : { إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا } . ثم قال : اتخذوا عند الله عهدا ، فإن الله يقول يوم القيامة : من كان له عند الله عهد فليقم ، قالوا : يا أبا عبد الرحمن فعلمنا ، قال : قولوا : اللهم ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، وإني لا أثق إلا برحمتك ، فاجعل لي عندك عهدا تؤديه إليّ يوم القيامة ، إنك لا تخلف الميعاد .
قال المسعودي : وكان يلحق بهن : خائفا مستجيرا مستغفرا راهبا راغبا إليكxxii .
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة قد حافظ على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها ، لم ينتقص منه شيئا ؛ جاء وله عند الله عهد أن لا يعذبه ، ومن جاء قد انتقص منها شيئا فليس له عند الله عهد إنشاء رحمه وإن شاء عذبه )xxiii .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.