ثم قال تعالى : { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }[ 88 ] .
أي : لا يملك أحد من المجرمين الشفاعة لأحد ، لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا بالإيمان ، فإنه يملك الشفاعة .
ف( من ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع{[44748]} .
وقيل{[44749]} : هي في موضع رفع على البدل من الضمير في ( يملكون ) . فيكون التقدير : لا يملك الشفاعة إلا المؤمنون ، فإنهم يشفعون .
وقيل : التقدير : لا يملك أحد من المتقين الشفاعة إلا لمن{[44750]} اتخذ عند الرحمن عهدا ، أي : من آمن في الدنيا ، فلما حذفت اللام ، صارت ( من ) في موضع نصب .
وقال ابن عباس : ( العهد ) شهادة أن لا إله إلا الله ، ويتبرأ إلى الله من الحول والقوة ، ولا يرجو إلا الله{[44751]} .
وقال ابن جريج : ( عهد ) عمل صالح{[44752]} .
وقال الليث : ( العهد ) حفظ كتاب الله{[44753]} .
وقال مقاتل{[44754]} : ( عهدا ){[44755]} صلاة .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الشهيد ليشفع{[44756]} في سبعين من أهل بيته " {[44757]} .
وأنه قال : " إن من أمتي رجلا ليدخلن الله بشفاعته الجنة أكثر من بني تميم " {[44758]} .
وقال{[44759]} صلى الله عليه وسلم : " إن شفاعتي لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا " {[44760]} .
فيكون قوله : ( لا يملكون ) . . وما بعده . في موضع نصب حال من المجرمين ، أو من المتقين{[44761]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.