تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (47)

{ تذكير بالنعم

يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين( 47 ) واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون( 48 ) }

المفردات :

وأنى فضلتكم على العالمين : أي على عالمي زمانهم .

التفسير :

يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين نادى الله بني إسرائيل مذكرا لهم بسالف نعمته على آبائهم وأسلافهم من إرسال الرسل منهم وإنزال الكتب عليهم ، وتفضيل آبائهم على سائر الأمم من أهل زمانهم كما قال تعالى : ولقد اخترناهم على علم على العالمين ( الدخان 32 ) . وقال تعالى : وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ( المائدة20 ) .

قال أبو العالية : في قوله تعالى : وأني فضلتكم على العالمين . قال : بما أعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزمان فإن لكل زمان عالما ، وروى عن مجاهد وقتادة نحو ذلك ، ويجب الحمل على هذا ؛ لأن هذه الأمة أفضل منهم ( 128 ) » لقوله تعالى خطابا لهذه الأمة :

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم " آل عمران 110 ) .

وتفضيل بني إسرائيل على العالمين موقوت بزمان استخلافهم واختيارهم وقيامهم بأمر ربهم ، فأما بعد ما عتوا عن أمر ربهم ، وجحدوا نعمته وتخلوا عن التزاماتهم وعهدهم ، فقد غضب الله عليهم وكتب عليهم اللعنة والذلة والمسكنة ، وقضى عليهم بالتشريد جزاء فسادهم وبغيهم وعدوانهم .