الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (47)

قوله تعالى : { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } : " أنَّ " وما في حَيِّزها في محل نصبٍ لعَطْفِها على المنصوبِ في قوله : { اذْكُرُواْ نِعْمَتِي } أي : اذكروا نعمتيَ وتفضيلي إياكم ، والجارُّ متعلَِّقٌ به ، وهذا من الباب عَطْفِ الخاصِّ على العامِّ لأن النعمةَ تَشْمَلُ التفضيلَ . والفضلُ : الزيادةُ في الخَيْر ، واستعمالُه في الأصل التعدِّي ب " على " ، وقد يَتَعدَّى ب " عَنْ " : إمَّا على التضمين وإمَّا على التجوُّزِ في الحذف ، كقوله :

لاهِ ابنُ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ *** عني ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزَوني

وقد يتعدَّى بنفسه ، كقوله :

وَجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً *** كفَضْلِ ابنِ المَخَاضِ على الفَصيلِ

و ب " على " ، وفِعْلُه : فضَل يَفْضُل بالضم ، كقَتَلَ يقتُل . وأمَّا الذي معناه الفَضْلة من الشيء وهي البقيَّة ففعلُه أيضاً كما تقدَّم ، ويقال فيه أيضاً : " فَضِل " بالكسر يَفْضَل بالفتح كعَلِم يعلَم ، ومنهم مَنْ يكسِرُها في الماضي ويَضُمُّها في المضارعِ وهو من التداخُلِ بين اللغتين .