75 - وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ .
يعمهون : يتحيرون ويترددون في الضلال .
لقد غلب عليهم العناد ، وغلبت على طبيعتهم المكابرة ، فإن أصيبوا بالقحط والبلاء لم تلن قناتهم ، ولم يتضرعوا إلى ربهم ، ولو أسبغنا عليهم واسع رحمتنا ، وأزحنا عنهم الضر لما آمنوا بالقرآن ، ولما انقادوا له ، ولتمادوا في ضلالهم ، ولاستمروا على كفرهم وعنادهم وطغيانهم ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا عليهم فقال : ( اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف )xxiii .
وقد حقق الله دعاء نبيه ، فأصاب أهل مكة القحط والجوع ، فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأله صلة الرحم ، والشفقة بأهل مكة ، وكتبت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقول له : ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين ، فقد قتلت الآباء بالسيف ، والأبناء بالجوع ، وأنك تأمر بصلة الرحم ، وإنك قد قطعت أرحامنا .
وكان ذلك قبل الفتح بقليل ، وكان ثمامة بن أثال الحنفي قد أسلم ، وتسبب في منع الميرة من اليمامة إلى أهل مكة حتى أضربهم الجوع ، وأكلت قريش العلهز – وهو طعام يؤكل في المجاعة من الدم والوبر ، ويطلق أيضا على القراد الضخم – فكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ثمامة – رضي الله عنه - : ( خل بين قومي وبين ميرتهم ) . ففعل ، وقد نزلت الآية الكريمة ، لتبين أن كشف الضر عنهم ، بسعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكتابته إلى ثمامة ، لن يؤثر في قلوبهم المريضة ، بل سيستمرون على عنادهم وطغيانهم وكفرهم ، وسيظلون متحيرين مترددين .
قال تعالى : وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ . ( الأنفال : 23 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.