فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَلَوۡ رَحِمۡنَٰهُمۡ وَكَشَفۡنَا مَا بِهِم مِّن ضُرّٖ لَّلَجُّواْ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (75)

ثم بين سبحانه أنهم مصرون على الكفر لا يرجعون عنه بحال فقال :

{ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ } أي من قحط وجدب { لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ } أي لتمادوا في ضلالهم ، وأصل اللجاج التمادي في العناد ، ومنه اللجة بالفتح لتردد الصوت ؛ ولجة البحر تردد أمواجه ، ولجة الليل تردد ظلامه وقيل المعنى لو رددناهم إلى الدنيا ولم ندخلهم النار وامتحناهم للجوا في طغيانهم { يَعْمَهُونَ } أي يترددون ويتذبذبون ويخبطون .