الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٖ فَأَنشَرۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ كَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ} (11)

وقوله سبحانه : { والذي نَزَّلَ مِنَ السماء مَاءَ بِقَدَرٍ } قيل : معناه : بقدر في الكفاية للصلاح لا إكثار فَيَفْسُدَ ، ولا قِلَّة فيقصر ؛ بل غيثاً مُغِيثاً ، وقيل : { بِقَدَرٍ } أي : بقضاء وحَتْمٍ ، وقالت فرقة : معناه : بتقديرٍ وتحريرٍ ، أي : قدر ماء معلوماً ، ثم اختلف قائلُو هذه المقالة فقال بعضهم : ينزل في كلِّ عامٍ ماءً قَدْراً واحداً ، لا يَفْضُلُ عامٌ عاماً ، لكن يكثر مرَّةً هاهنا ومرة هاهنا ، وقال بعضهم : بل ينزل تقديراً مَّا في عَامٍ ، وينزل في آخرَ تقديراً مَّا ، وينزل في آخر تقديراً آخرَ بِحَسَبِ ما سَبَقَ به قضاؤه لا إله إلا هو .

( ت ) : وبعض هذه الأقوالِ لا تُقَالُ من جهة الرأْيِ ، بل لا بُدَّ لها من سَنَدٍ ، و{ أَنشَرْنَا } معناه : أَحْيَيْنَا ؛ يقال : نُشِرَ المَيِّتُ وأَنْشَرَهُ اللَّهُ ، { الأزواجُ } هنا الأنواعُ من كل شيْءٍ .