تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (6)

المفردات :

وما أفاء الله على رسوله : من أموال بني النضير ، أي : رده على رسول الله .

فما أوجفتم عليه : يقال : وجف الفرس والبعير يجف وجفا : أسرع في سيره ، وأوجفه صاحبه إيجافا : إذا حمله على السير السريع .

من خيل ولا ركاب : من : زائدة ، والركاب : ما يركب من الإبل ، واحده : ناقة .

يسلط رسله على من يشاء : من أعدائه ، أي : يبعثه عليهم لتأديبهم والانتقام منهم .

التفسير :

6- { وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

وأما أموال بني النضير فقد جعلها الله تعالى لرسوله خاصة ، لأن المسلمين لم يبذلوا فيها جهدا ولا مئونة ، ولم يحركوا إليها خيلا ولا إبلا ، لأن الجلاء قد اتفق عليه صلحا فيما بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن للمسلمين حق في تلك الأموال التي آلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون حرب ، والله تعالى يسلط بعض رسله لإذلال بعض أعدائه ، كما أذل بني النضير إذ غدروا بالنبي ، وحالفوا عليه مشركي مكة .