الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (6)

وقوله عز وجل : { وَمَا أَفَاءَ الله على رَسُولِهِ مِنْهُمْ } الآية ، إعلام بأَنَّ ما أخذ لبني النضير ومن فَدَك ، هو خاصٌّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وليس على حكم الغنيمة التي يوجف عليها ويقاتل فيها ؛ بل على حكم خُمُسِ الغنائم ؛ وذلك أَنَّ بني النضير لم يُوجَفْ عليها ولا قُوتِلَتْ كبيرَ قتالٍ ، فأخذ منها صلى الله عليه وسلم قُوتَ عيالِهِ ، وقَسَمَ سائرها في المهاجرين ، وأدخل معهم أبا دُجَانَةَ وسَهْلَ بن حنيف من الأنصار ؛ لأَنَّهما شكيا فقراً ، والإيجاف : سرعة السير ، والوجيف دون التقريب ؛ يقال : وَجَفَ الفرسُ وأوجفه الراكبُ .