تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (9)

8

المفردات :

تبوأوا الدار والإيمان : المراد بالدار : دار الهجرة ، وهي المدينة ، أي : تمكنوا منها تمكنا شديدا ولازموهما .

يحبون من هاجر إليهم : فقد آمنوا بالله ورسوله ، وأحسنوا إلى المهاجرين وأشركوهم معهم في أموالهم ومساكنهم .

ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا : لا يجد الأنصار في نفوسهم حسدا ولا غيظا مما أوتي المهاجرون من الفيء ، وإشراكهم في أموالهم .

ويؤثرون على أنفسهم : الإيثار : تقديم غيرك على نفسك في حظ من حظوظ الدنيا ، رغبة في حظوظ الآخرة .

ولو كان بهم خصاصة : أي : حاجة إلى المال الذي آتوه المهاجرين .

ومن يوق شح نفسه : الشح : البخل مع حرص ، ويوق : يحفظه الله من شح نفسه .

التفسير :

9- { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .

والصنف الثاني : أهل المدينة الذين سكنوها ، وبادروا إلى الإيمان بالله ورسوله ، وأحبوا من هاجر إليهم مع النبي من المهاجرين ، وقاسموهم أموالهم ومساكنهم ، وكانوا لا يجدون في نفوسهم حسدا على ما أوتوا من الفيء أو من أموالهم الخاصة ، وكانوا يؤثرون المهاجرين بما في أيديهم ولو كانوا محتاجين إليه .