القرآن الكريم - جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - تفسير سورة الحشر

{وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (6)

{ وما أفاء } ما منصوب بأفاء أي : الذي رده { الله على رسوله منهم } من ملك اليهود من الأموال ، { فما أوجفتم } ما نافية أي ما أجريتم { عليه } على تحصيله ، { من خيل ولا ركاب{[4965]} } والركاب ما يركب الإبل ، يعني إنما مشيتم على أرجلكم لقربهم منكم ولا تعبتم بالسفر والقتال ، { ولكن الله يسلط رسله{[4966]} على من يشاء والله على كل شيء قدير } فلا تطمعوا أن يكون مال الفيء كمال الغنيمة أربعة أخماسها لكم بل ما هو لكم من الغنيمة هو من الفيء للنبي صلى الله عليه وسلم ولذلك ما أعطى الأنصار منه إلا ثلاثة نفر منهم .

[4965]:والآية إن نزلت قبل فتحهم كانت مخبرة بغيب وإن كانت بعد حصول الأموال كان ذلك بيانا لما يستقبل/12 وجيز.

[4966]:أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ومما لم يوجف عليه المسلمين بخيل ولا ركاب وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، فكان ينفق على أهله منها نفقة سنة ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله/12 فتح.

الآية السابقة الآية التالية