وقوله تعالى : { وما يتبع أكثرهم } في تفسيره وجهان الأوّل : وما يتبع أكثرهم في إقرارهم بالله تعالى . { إلا ظناً } لأنه قول غير مستند إلى برهان عندهم بل سمعوه من أسلافهم . الثاني : وما يتبع أكثرهم إلا ظناً في قولهم للأصنام آلهة ، وإنها شفعاء عند الله تعالى إلا الظنّ ، حيث قلدوا فيه آباءهم . قال الرازي : والقول الأول أقوى لأنا في القول الثاني نحتاج إلى تفسير الأكثر بالكل { إنَّ الظنّ لا يغني من الحق } فيما المطلوب فيه العلم { شيئاً } من الإغناء ، فدلت هذه الآية على أنَّ كل من كان ظاناً في مسائل الأصول ، وما كان قاطعاً لا يكون مؤمناً . فإن قيل : فقول أهل السنة : أنا مؤمن إن شاء الله يمنع من القطع فوجب أن يلزمهم الكفر أجاب الرازي : بأنَّ هذا ضعيف من وجوه : الأوّل : أنَّ مذهب الشافعيّ رضي الله تعالى عنه أنَّ الإيمان عبارة عن مجموع الاعتقاد والإقرار والعمل ، فالشك حاصل في أنّ هذه الأعمال هل هي موافقة لأمر الله تعالى والشك في أحد أجزاء الماهية لا يوجب الشك في تمام الماهية . الثاني : أنّ الغرض من قوله إن شاء الله تعالى بقاء الإيمان عند الخاتمة . الثالث : الغرض هضم النفس وكسرها . { إنَّ الله عليم } أي : بالغ العلم { بما يفعلون } أي : من اتباعهم الظنّ ، وتكذيبهم الحق اليقين ، فيجازيهم عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.