السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ} (35)

الحجة الثالثة : قوله تعالى { قل } أي : قل يا محمد لهم { هل من شركائكم من يهدي إلى الحق } بنصب الحجج ، وخلق الاهتداء ، وإرسال الرسل ، ولما كانوا جاهلين بالجواب الحق في ذلك أو معاندين أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجيب بقوله تعالى : { قل الله } أي : الذي له الإحاطة الكاملة { يهدي للحق } من يشاء لا أحداً ممن زعمتموه شركاء ، فالاشتغال بشيء منها بعبادة أو غيرها جهل محض . قال الزجاج : يقال هديت إلى الحق ، وهديت للحق بمعنى واحد . فالله تعالى ذكر هاتين اللغتين في قوله تعالى : { من يهدي إلى الحق } وفي قوله تعالى : { قل الله يهدي للحق } وقوله تعالى : { أفمن يهدي إلى الحق } أي : وهو الله تعالى { أحق أن يتبع أمّن لا يهدي } أي : يهتدي { إلا أن يهدى } أحق أن يتبع استفهام تقرير وتوبيخ ، أي : الأوّل أحق { فما لكم كيف تحكمون } هذا الحكم الفاسد من اتباع من لا يستحق الاتباع ،