السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ} (59)

{ قل } يا محمد لكفار مكة { أرأيتم } أي : أخبروني { ما أنزل } أي : خلق { الله لكم من رزق } وأنه تعالى جعل الرزق منزلاً ؛ لأنه مقدر في السماء يحصل بأسباب منها { فجعلتم منه } أي : من ذلك الرزق { حراماً وحلالاً } وهو مثل ما ذكروه من تحريم السائبة والوصيلة والحام ، ومثل قولهم : هذه أنعام وحرث حجر . ومثل قولهم : هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرّم على أزواجنا . ومثل قولهم : ثمانية أزواج من الضأن اثنين { قل } لهم يا محمد { ءآلله أذن لكم } في هذا التحريم والتحليل { أم } أي : بل { على الله تفترون } أي : تكذبون على الله بنسبة ذلك إليه .