السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي مِنۡهُ رَحۡمَةٗ فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنۡ عَصَيۡتُهُۥۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيۡرَ تَخۡسِيرٖ} (63)

{ قال } صالح عليه السلام مجيباً لهم { يا قوم أرأيتم } ، أي : أخبروني { إن كنت على بيّنة } ، أي : بيان وبصيرة { من ربي } وأتى بحرف الشك على سبيل الجزم ليلائم الخطاب حال المخاطبين { وآتاني منه رحمة } ، أي : نبوّة ورسالة { فمن ينصرني } ، أي : يمنعني { من الله } ، أي : عذابه { إن عصيته } ، أي : إن خالفت أمره في تبليغ رسالته والمنع عن الإشراك به { فما تزيدونني } ، أي : بأمركم لي بذلك { غير تخسير } ، أي : غير تضليل . قال الحسن بن الفضل : لم يكن صالح في خسارة حتى يقول : { فما تزيدونني غير تخسير } وإنما المعنى فما تزيدونني بما تقولون إلا نسبتي إياكم إلى الخسارة .