السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَا جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ} (23)

{ لا جرم } أي : حقاً { أن الله يعلم } علماً غيبياً وشاهدياً { ما يسرون } أي : ما يخفون مطلقاً أو بالنسبة إلى بعض الناس { وما يعلنون } أي : يظهرون فيجاز يهم ذلك . ولما كان في ذلك معنى التهديد علل ذلك بقوله تعالى : { إنه } أي : العالم بالسر والعلن { لا يحب المستكبرين } أي : على خلقه فما بالك بالمستكبرين على التوحيد واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ومعنى عدم محبتهم أنه يعاقبهم .

وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . فقال رجل : يا رسول الله ، إنّ الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ؟ قال : إنّ الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمص الناس » ومعنى بطر الحق أنه يستكبر عند سماع الحق فلا يقبله ومعنى غمص الناس استنقاصهم وازدراؤهم .