الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَا جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ} (23)

ثم قال تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون } .

معناه : لا محالة ولا بد أن الله يعلم{[38735]} ، وقيل معناه : حق أن الله يعلم سرهم وعلانيتهم{[38736]} ، قال أبو إسحاق : و " لا " رد لفعلهم{[38737]} .

وقوله : { إنه{[38738]} لا يحب المستكبرين } .

أي : المستكبرين عليه أن يوحده ويكفروا{[38739]} بما دونه من الأصنام والأوثان . وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما{[38740]} يجلس إلى المساكين ثم يقول { إنه لا يحب المستكبرين }{[38741]} .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم [ أنه{[38742]} ] قال " من سجد{[38743]} لله سجدة فقد برىء من الكفر{[38744]} " .


[38735]:وهو قول الفراء. انظر معاني الفراء 2/9، والمحرر 10/173، والجامع 9/15، وفيه: أنه قول الخليل أيضا.
[38736]:وهو قول الخليل وسيبويه وأبي مالك، انظر: الكتاب 3/138. وجامع البيان 14/94، ومعاني الزجاج 3/194، وإعراب النحاس 2/277، والمحرر 10/173، والجامع 9/15 و10/63 والدر 5/119.
[38737]:انظر: معاني الزجاج 3/194، والمحرر 10/173، والجامع 9/15.
[38738]:ق: ان الله.
[38739]:ق: يكفرون.
[38740]:ق: عنه.
[38741]:انظر: قول الحسن بن علي في جامع البيان 14/94 والمحرر 10/174 والجامع 10/63 والدر 5/120.
[38742]:ساقط من ق.
[38743]:ق : "يسجد".
[38744]:ط: "من الكبر" ولعله الصواب، والأثر أخرجه الديلمي في الفردوس وانظره في المحرر 10/174.