السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ} (43)

{ اذهبا إلى فرعون إنه طغى } أي : بادّعاء الربوبية .

تنبيه : ذكر الله تعالى المذهوب إليه هنا وهو فرعون وحذفه في قوله : { اذهب أنت وأخوك بآياتي } اختصاراً في الكلام وقال القفال فيه وجهان : أحدهما : أنّ قوله : { اذهب أنت وأخوك بآياتي } يحتمل أن يكون كل واحد منهما مأموراً بالذهاب على الانفراد فقيل مرّة أخرى { اذهبا } لتعرفا أنّ المراد منه أن يشتغلا بذلك جميعاً لا أن ينفرد به أحدهما دون الآخر والثاني : أنّ قوله اذهب أنت وأخوك بآياتي أمر بالذهاب إلى كل الناس من بني إسرائيل وقوم فرعون ثم إن قوله تعالى : { اذهبا إلى فرعون } أمر بالذهاب إلى فرعون وحده واستبعد هذا بل الذهابان متوجهان لشيء واحد وقد حذف من كل من الذهابين ما أثبته في الآخر وقيل : إنه حذف المذهوب إليه من الأوّل وأثبته في الثاني ، وحذف المذهوب به وهو { بآياتي } من الثاني وأثبته في الأوّل .