قوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طغى } ذكر المذهوب إليه في قوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ }{[24448]} وحذفه في الأول في قوله : { اذهب أَنتَ وَأَخُوكَ } اختصاراً في الكلام .
أحدهما : أن قوله : { اذهب أَنتَ وَأَخُوكَ }{[24449]} يحتمل أن يكون كل واحد منهما مأموراً بالذهاب على الانفراد ، فقيل{[24450]} مرة أخرى : " اذْهَبَا " ليعرفا أن المراد منه أن يشتغلا بذلك{[24451]} جميعاً لا أن ينفرد به أحدهما دون الآخر .
والثاني{[24452]} : أن قوله : { اذهب أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي }{[24453]} أمر بالذهاب إلى كل الناس من بني إسرائيل وقوم فرعون ، ثم قوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ } أمر بالذهاب إلى فرعون وحده{[24454]} .
قيل : وهذا فيه بُعْدٌ ، بل الذهابان متوجهان{[24455]} لشيء واحد وهو فرعون ، وقد حذف من كل الذهابين ما أثبته في الآخر ، وذلك أنه حذف المذهوب إليه من الأول وأثبته في الثاني ، وحذف المذهوب به ، وهو " بِآيَاتِي " من الثاني وأثبته في الأول .
فإن قيل{[24456]} : قوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ }{[24457]} خطاب من موسى وهارون{[24458]} ، ( وهارون عليه السلام ){[24459]} لم يكن حاضراً هناك{[24460]} ، وكذا في قوله تعالى{[24461]} : { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يطغى }{[24462]} وأجاب القفال بوجوه{[24463]} :
أحدها{[24464]} : أن الكلام كان مع موسى إلا انه كان متبوع هارون ، فجعل الخطاب معه خطاباً مع هارون ، ( وكلام هارون ){[24465]} على سبيل التقدير بالخطاب في تلك{[24466]} الحالة ، وإن كان مع موسى -عليه السلام{[24467]}- وحده ، إلا أنه تعالى أضافه إليهما كما في قوله تعالى{[24468]} : { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فادّارأتم فِيهَا }{[24469]} وقوله : { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى المدينة لَيُخْرِجَنَّ الأعز مِنْهَا الأذل }{[24470]} روي أن القائل هو عبد الله ابن أُبَيِّ{[24471]} وحده .
وثانيها{[24472]} : يحتمل أن الله{[24473]} تعالى لمَّا قال : { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا موسى }{[24474]} سكت حتى لقي أخاه ، ثم إن الله -تعالى- خاطبهما بقوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ } .
وثالثها{[24475]} : حكي في مصحف ابن مسعود " قال{[24476]} رَبَّنَا إنَّنَا نَخَافُُ " أي أنَا وأخي{[24477]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.