اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ} (43)

قوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طغى } ذكر المذهوب إليه في قوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ }{[24448]} وحذفه في الأول في قوله : { اذهب أَنتَ وَأَخُوكَ } اختصاراً في الكلام .

وقال القفال : فيه وجهان :

أحدهما : أن قوله : { اذهب أَنتَ وَأَخُوكَ }{[24449]} يحتمل أن يكون كل واحد منهما مأموراً بالذهاب على الانفراد ، فقيل{[24450]} مرة أخرى : " اذْهَبَا " ليعرفا أن المراد منه أن يشتغلا بذلك{[24451]} جميعاً لا أن ينفرد به أحدهما دون الآخر .

والثاني{[24452]} : أن قوله : { اذهب أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي }{[24453]} أمر بالذهاب إلى كل الناس من بني إسرائيل وقوم فرعون ، ثم قوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ } أمر بالذهاب إلى فرعون وحده{[24454]} .

قيل : وهذا فيه بُعْدٌ ، بل الذهابان متوجهان{[24455]} لشيء واحد وهو فرعون ، وقد حذف من كل الذهابين ما أثبته في الآخر ، وذلك أنه حذف المذهوب إليه من الأول وأثبته في الثاني ، وحذف المذهوب به ، وهو " بِآيَاتِي " من الثاني وأثبته في الأول .

فإن قيل{[24456]} : قوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ }{[24457]} خطاب من موسى وهارون{[24458]} ، ( وهارون عليه السلام ){[24459]} لم يكن حاضراً هناك{[24460]} ، وكذا في قوله تعالى{[24461]} : { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يطغى }{[24462]} وأجاب القفال بوجوه{[24463]} :

أحدها{[24464]} : أن الكلام كان مع موسى إلا انه كان متبوع هارون ، فجعل الخطاب معه خطاباً مع هارون ، ( وكلام هارون ){[24465]} على سبيل التقدير بالخطاب في تلك{[24466]} الحالة ، وإن كان مع موسى -عليه السلام{[24467]}- وحده ، إلا أنه تعالى أضافه إليهما كما في قوله تعالى{[24468]} : { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فادّارأتم فِيهَا }{[24469]} وقوله : { لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى المدينة لَيُخْرِجَنَّ الأعز مِنْهَا الأذل }{[24470]} روي أن القائل هو عبد الله ابن أُبَيِّ{[24471]} وحده .

وثانيها{[24472]} : يحتمل أن الله{[24473]} تعالى لمَّا قال : { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا موسى }{[24474]} سكت حتى لقي أخاه ، ثم إن الله -تعالى- خاطبهما بقوله : { اذهبآ إلى فِرْعَوْنَ } .

وثالثها{[24475]} : حكي في مصحف ابن مسعود " قال{[24476]} رَبَّنَا إنَّنَا نَخَافُُ " أي أنَا وأخي{[24477]} .


[24448]:فرعون: سقط من ب، وفيه: قوله.
[24449]:في ب: {اذهب أنت وأخوك بآياتي}.
[24450]:في ب: فقال.
[24451]:في ب: بالذهاب.
[24452]:في ب: الثاني.
[24453]:بآياتي: سقط من ب.
[24454]:الفخر الرازي 22/57 – 58.
[24455]:في ب: لأن الذهاب متوجه.
[24456]:من هن نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/58.
[24457]:في ب: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى".
[24458]:في ب: وهارون عليهما الصلاة والسلام.
[24459]:ما بين القوسين سقط من ب.
[24460]:في ب: ولم يكن هناك حاضرا.
[24461]:تعالى: سقط من ب.
[24462]:[طه: 45].
[24463]:في ب: فالجواب من وجوه.
[24464]:في ب: الأول.
[24465]:ما بين القوسين سقط من ب.
[24466]:في ب: كل. وهو تحريف.
[24467]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[24468]:تعالى: سقط من ب.
[24469]:[البقرة: 72].
[24470]:[المنافقون: 8].
[24471]:في ب: أبي بن عبد الله وهو تحريف.
[24472]:في ب: الثاني.
[24473]:في ب: أنه.
[24474]:[طه: 36].
[24475]:في ب: الثالث.
[24476]:في ب: قالا. وهو تحريف.
[24477]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/58.