السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَٰغٗا لِّقَوۡمٍ عَٰبِدِينَ} (106)

{ إنّ في هذا } أي : القرآن كما قاله البغوي { لبلاغاً } أي : وصولاً إلى البغية ، فإن من اتبع القرآن وعمل به وصل إلى ما يرجو من الثواب ، وقيل : بلاغاً أي : كفاية يقال في هذا الشيء بلاغ وبلغة أي : كفاية ، والقرآن زاد الجنة كبلاغ المسافر ، وقال الرازي : هذا إشارة إلى المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد والوعيد والمواعظ البالغة { لقوم عابدين } أي : عاملين به ، وقال ابن عباس : عالمين ، قال الرازي : والأولى أنهم الجامعون بين أمرين ؛ لأن العلم كالشجرة ، والعمل كالثمر والشجر بدون الثمر غير مفيد ، والثمر بدون الشجر غير كائن ، وقال كعب الأحبار هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم أهل الصلوات الخمس ، وشهر رمضان ،