السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَا يَحۡزُنُهُمُ ٱلۡفَزَعُ ٱلۡأَكۡبَرُ وَتَتَلَقَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ هَٰذَا يَوۡمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (103)

{ لا يحزنهم الفزع الأكبر } قال الحسن : هو حين يؤمر بالعبد إلى النار ، وقال ابن عباس : هو النفخة الأخيرة لقوله تعالى : { ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض } [ النمل ، 78 ] ، وقال ابن جريج : هو حين يذبح الموت وينادى : يا أهل النار خلود بلا موت ، وقال سعيد بن جبير هو أن تنطبق جهنم ، وذلك بعد أن يخرج الله تعالى منها من يريد أن يخرجه { وتتلقاهم } أي : تستقبلهم { الملائكة } قال البغوي : على أبواب الجنة يهنونهم ، وقال الجلال المحلي : عند خروجهم من القبور ، ولا مانع أنها تستقبلهم في الحالين ويقولون لهم : { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } أي : هذا وقت ثوابكم الذي وعدكم ربكم به في الدنيا فأبشروا فيه بجميع ما يسركم .