السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ ءَاذَنتُكُمۡ عَلَىٰ سَوَآءٖۖ وَإِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٞ مَّا تُوعَدُونَ} (109)

{ فإن تولوا } أي : لم يقبلوا ما دعوتهم إليه { فقل } أي : لهم { آذنتكم } أي : أعلمتكم بالحرب كرجل بينه وبين أعدائه هدنة فأحس منهم بغدرة ، فنبذ إليهم العهد وأشهر النبذ وأشاعه وآذنهم جميعاً بذلك ، وقوله : { على سواء } حال من الفاعل والمفعول أي : مستوين في الإعلام به لم أطوه عن أحد منكم ولا أستبدّ به دونكم لتتأهبوا { وإن } أي : وما { أدري أقريب } جدّاً بحيث يكون قربه على ما يتعارفونه { أم بعيد ما توعدون } من غلب المسلمين عليكم أو عذاب الله أو القيامة المشتملة عليه ، وإنّ ذلك كائن لا محالة ولا بدّ أن يلحقكم بذلك الذلة والصغار ، وإن كنت لا أدري متى يكون ذلك ؛ لأنّ الله تعالى لم يعلمني علمه ، ولم يطلعني عليه ، وإنما يعلمه الله تعالى .