السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَا يَسۡمَعُونَ حَسِيسَهَاۖ وَهُمۡ فِي مَا ٱشۡتَهَتۡ أَنفُسُهُمۡ خَٰلِدُونَ} (102)

{ لا يسمعون حسيسها } أي : حركتها البالغة وصوتها الشديد ، فكيف بما دونه ؛ لأنّ الحس مطلق الصوت أو الصوت الخفي كما قاله البغوي ، فإذا زادت حروفه زاد معناه ، فذكر ذلك بدلاً من مبعدون أو حال من ضميره للمبالغة في إبعادهم عنها { وهم } أي : الذين سبقت لهم منا الحسنى { في ما اشتهت أنفسهم } في الجنة كما قال تعالى : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } [ الزخرف ، 71 ] والشهوة طلب النفس اللذة { خالدون } أي : دائماً أبداً في غاية التنعم وتقديم الظرف للاختصاص والاهتمام به .

فائدة : في هنا مقطوعة من ما ولما كان معنى ذلك أن سرورهم ليس له زوال أكده بقوله تعالى : { لا يحزنهم الفزع الأكبر } .