ثم كأنه قيل : فماذا أقول لهم إذا طعنوا في الرسالة ؟ فقال تعالى : { قل } أي : لهم يا أكرم الخلق حقيقة وأعدلهم طريقة محتجاً عليهم بإزالة ما يكون موضعاً للتهمة { ما أسألكم عليه } أي : على تبليغ ما أرسلت به { من أجر } فتتهموني أني أدعوكم لأجله إذ لا غرض لي إلا نفعكم ، ثم أكد هذا المعنى بقوله تعالى مستثنياً ؛ لأن الاستثناء معيار العموم { إلا من } أي : إلا أجر من { شاء أن يتخذ } أي : يكلف نفسه ويخالف هواه ، ويجعل له { إلى ربه سبيلاً } فإنه إذا اهتدى بهداية ربه كان لي مثل أجره لا نفع لي من جهتكم إلا هذا فإن سميتم هذا أجراً فهو مطلوبي ، ولا مرية في أنه لا ينقص أحداً شيئاً من دنياه فأفاد فائدتين ؛ الأولى : أنه لا طمع له أصلاً في شيء ينقصهم ، والثانية : إظهار الشفقة البالغة حيث لم يقصد بمنفعتهم الموصلة لهم إلى ربهم ثواباً لنفسه ، وقيل : الاستثناء منقطع أي : لكن من يشاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً فليفعل ، وجرى على هذا الجلال المحلي ، وقال ابن عادل : في الأول نظر ؛ لأنه لم يسند السؤال المنفي في الظاهر إلى الله تعالى إنما أسنده إلى المخاطبين فكيف يصح هذا التقدير ؟ انتهى . وقرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المد والقصر وسهّل ورش وقنبل الثانية ، ولهما أيضاً إبدالها ألفاً والباقون بتحقيق الهمزتين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.