قوله : { فَأَصْبَحَ فِي المدينة } التي قتل فيها القبطي «خَائِفاً » الظاهر أنه خبر «أصبح » ، و «فِي المَدِينَةِ » مفعول به ، ويجوز أن يكون حالاً ، والخبر «فِي المَدِينَةِ »{[39908]} ، ويضعف تمام «أَصْبَحَ » أي : دخل في الصباح .
قوله : «يَتَرَقَّبُ » يجوز أن يكون خبراً ثانياً ، وأن يكون حالاً ثانيةً ، وأن يكون بدلاً من الحال ( الأولى ){[39909]} {[39910]} ، أو الخبر الأول ، أو حالاً من الضمير في «خَائفاً »{[39911]} فتكون متداخلة ، ومفعول «يَتَرَقَّبُ » محذوف ، أي : يترقب المكروه ، أو الفرج ، أو الخبر : هل وصل لفرعون أم لا ؟{[39912]} قوله : «فَإِذَا الذي » «إِذَا » فجائية ، و «الَّذِي » مبتدأ وخبره إمَّا «إذَا » ف «يَسْتَصْرِخُهُ » حال ، وإمَّا «يَسْتَصْرِخُهُ » ف «إِذَا » فضلة على بابها{[39913]} ، و «بِالأَمْسِ » معرب ، لأنه متى دخلت عليه «أل » أو{[39914]} أضيف أعرب ، ومتى عَرِيَ منها فحاله معروفٌ ، الحجاز{[39915]} يبنونه ، والتميميون يمنعونه الصرف{[39916]} ، كقوله :
3981 - لَقَدْ{[39917]} رَأَيْتُ عَجَباً مُذْ أَمْسَا{[39918]} *** . . .
على أنه قد بُنِيَ مع «ال » ندوراً ، كقوله :
3982 - وَإِنِّي حُبِسْتُ اليَوْمَ والأَمْسِ قَبْلَهُ *** إِلَى الشَّمْسِ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ{[39919]}
قوله : { قَالَ لَهُ موسى } الضمير قيل للإسرائيلي ، لأنه كان سبباً في الفتنة الأولى ، وقيل للقبطي{[39920]} ، وذلك أنَّ موسى لما أصبح خائفاً من قتل القبطي «يَتَرَقَّب » ينتظر سوءاً ، والترقب انتظار المكروه . قال الكلبي : ينتظر متى يؤخذ به ، { فَإِذَا الذي استنصره بالأمس يَسْتَصْرِخُهُ } يستغيثه ويصيح به من بعد{[39921]} ، قال ابن عباس : أتى فرعون فقيل له : إنَّ بني إسرائيل قتلوا مِنَّا رجلاً فخذ لنا بحقنا ، فقال ابغوا{[39922]} لي قاتله ومن يشهد عليه ( فلا تنسبوني أن أقضي ){[39923]} بغير بينة ، فبينما هم يطوفون لا يجدون بيّنة إذ مَرَّ مُوسَى من الغد ، فرأى ذلك الإسرائيلي يقاتل فرعونياً ، فاستغاثه على الفرعوني ، فصادق موسى وقد ندم على ما كان منه بالأمس من قتل القبطي ، فقال موسى للإسرائيلي : { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } ( أي : ظاهر الغواية ){[39924]} {[39925]} . قال أهل اللغة : «لَغَوِيٌّ » يجوز أن يكون فَعِيلاً بمعنى مفعل ، أي : إنَّك لمغويّ ، فإنِّي وقعتُ بالأمس فيما وقعت فيه بسببك ، ويجوز أن يكون بمعنى الغاوي{[39926]} : قاتلت رجلاً بالأمس فقتلته بسببك ، وتقاتل اليوم آخر ، وتستغيثني عليه ، وقيل : إنما قال موسى للفرعوني : { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } بظلمك ، والأكثرون على الأول{[39927]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.