ثم قال تعالى{[53415]} : { فأصبح في المدينة خائفا يترقب } أي أصبح موسى خائفا من قوم فرعون ، يترقب الأخبار ، أن يعرفوا القصة فيقتلوه بالقبطي . { فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه }[ 17 ] ، فإذا الإسرائيلي{[53416]} الذي استنصر موسى بالأمس على الفرعوني ، يستصرخ موسى ، أي يصيح{[53417]} وهو من{[53418]} الصراخ . ثم{[53419]} قال له موسى : { إنك لغوي مبين }17 ] ، يوبخ الإسرائيلي{[53420]} ، لأن{[53421]} موسى نادم على ما قد سلف منه من قتله القبطي بالأمس . ومعنى : { لغوي }{[53422]}[ 17 ] ، أي لذو غواية { مبين }[ 17 ] ، أي أبنت غوايتك بقتالك أمس رجلا ، واليوم آخر .
قال ابن عباس : أتي{[53423]} إلى فرعون فقيل له{[53424]} : إن بني إسرائيل قد قتلوا رجلا من آل فرعون{[53425]} فخذ لنا بحقنا ، ولا ترخص لهم في ذلك ، فقال : ابغوا لي قاتله ومن شهد عليه ، لا يستقيم أن نقضي بغير بينة ، ولا ثبت فاطلبوا ذلك . فبينما هم يطوفون لا يجدون شيئا ، إذ مر موسى من الغد ، فرأى ذلك الإسرائيلي{[53426]} بقاتل فرعوني ، فاستغاثه الإسرائيلي{[53427]} على الفرعوني ، فصادف موسى وقد ندم على ما كان منه بالأمس ، وكره الذي{[53428]} رأى ، فغضب موسى ، فمد{[53429]} يده وهو يريد الفرعوني ، فقال للإسرائيلي{[53430]} لما{[53431]} فعل بالأمس واليوم { إنك لغوي مبين }[ 17 ] ، فنظر الإسرائيلي{[53432]} إلى موسى بعدما قال{[53433]} هذا ، فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس ، فخاف أن يريده موسى ، ولم يكن أراده إنما أراد الفرعوني فقال : { أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا }{[53434]}[ 18 ] ، الآية . فسمع كلامه فطلب موسى{[53435]} .
قال السدي : قال موسى للإسرائيلي{[53436]} : { إنك لغوي مبين } ، ثم أقبل لينصره{[53437]} فظن الإسرائيلي{[53438]} أنه إياه يريد فأشهره ، هذا{[53439]} معنى كلام السدي{[53440]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.