الآية 16 وقوله تعالى : { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل } قال أهل التأويل : إن قضى عليكم الموت أو القتل فلن ينفعكم الفرار . وقال بعضهم : إن جعل القضاء آجالكم الموت أو القتل فلن( {[16529]} ) ينفعكم الفرار ، بل ينقضي .
وأصله : إن كان المكتوب عليكم [ الموت ]( {[16530]} ) أو القتل فلن( {[16531]} ) ينفعكم الفرار منه ، بل يأتي ، لا محالة ، كقوله : { لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } الآية [ آل عمران : 154 ] أي لا محالة ، والمكتوب عليهم القتل ، وإن كانوا في بيوتهم لبرزوا فيقتلون .
[ وقوله تعالى ]( {[16532]} ) : { وإذا لا تمتعون إلا قليلا } قال بعضهم : إن الدنيا قليل إلى آجالكم . وجائز أن يكون معناه : ولئن نفعكم الفرار عنه فلا تمتعون إلا قليلا كقوله : { أفرأيت إن متعناهم سنين } { ثم جاءهم ما كانوا يوعدون } [ الشعراء : 205 و206 ] .
قال أبو عوسجة والقتبي : { أدعياءكم } [ الأحزاب : 4 ] من [ تبنيتموهم ، واتخذتموهم ]( {[16533]} ) ولدا ، ما جعلهم بمنزلة [ ولد ]( {[16534]} ) الصلب ، وكانوا يورثون من ادعوا { ذلكم قولكم بأفواهكم } إن قولكم على التشبيه والمجاز ، ليس على التحقيق ، { والله يقول الحق } [ الأحزاب : 4 ] . وقوله : { أقسط } [ الأحزاب : 5 ] أعدل [ وقوله ]( {[16535]} ) : { وإذ زاغت الأبصار } عدلت ومالت : { وبلغت القلوب الحناجر } [ الأحزاب : 10 ] أي كادت تبلغ الحلقوم من الخوف ، والحناجر جماعة الحنجرة ، وهي المذبح . وقوله : { وزلزلوا زلزالا شديدا } [ الأحزاب : 11 ] شدد عليهم ، وهوّلوا ، والزلزال : الشدائد ، وأصلها من التحريك [ وقوله ]( {[16536]} ) : { اللائي تظاهرون منهم } [ الأحزاب : 4 ] اللائي : ما لها واحد ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.