السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَا عَلَيۡهِم مِّن سَبِيلٍ} (41)

{ ولمن انتصر } أي : سعى في نصر نفسه بجهده { بعد ظلمه } أي : بعد ظلم الغير له وليس قاصداً التعدي عن حقه ولو استغرق انتصاره جميع زمان التعدي { فأولئك } أي : المنتصرون لأجل دفع الظالم عنهم { ما عليهم } وأكد بإثبات الجار فقال تعالى : { من سبيل } أي : عتاب ولا عقاب لأنهم فعلوا ما أبيح لهم من الانتصار روى النسائي عن عائشة قالت : «ما علمت حتى دخلت على زينب وهي غضبى ، فأقبلت علي فأعرضت عنها حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : دونك فانتصري ، فأقبلت عليها حين رأيتها قد يبس ريقها في فمها ما ترد علي شيئاً ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه » . واحتجوا بهذه الآية على أن سراية القود مهدرة لأنه فعل مأذون فيه فيدخل تحت هذه الآية .