اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَا عَلَيۡهِم مِّن سَبِيلٍ} (41)

قوله : «وَلَمَنِ انْتَصَرَ » هذه لام الابتداء ، وجعلها الحوفي وابن عطية للقسم{[49468]} ، وليس يجيد إذا جعلنا «مَنْ » شرطية كما سيأتي ؛ لأنه كان ينبغي أن يُجاب السابق ، وهنا لم يجب إلا الشرط . و«من » يجوز أن تكون شرطية وهو الظاهر ، والفاء في «فَأُؤْلَئِكَ » جواب الشرط ، وأن تكون موصولة ودخلت الفاء لشبه الموصول بالشرط . و«ظُلْمِهِ » مصدر مضاف للمفعول وأيدها الزمخشري بقراءة من قرأ : «بعدما ظُلِمَ » مبنياً للمفعول{[49469]} .

فصل

معنى الآية : ولمن انتصر بعد ظلم الظالم إياه فأولئك المنتصرين ما عليهم من سبيل لعقوبة ومؤاخذة ، لأنهم ما فعلوا إلا ما أبيح لهم من الانتصار . واحتجوا بهذه الآية على أن سراية القود مُهْدَرَةٌ{[49470]} لأنه فعل مأذون فيه مطلقاً فيدخل تحت هذه الآية .


[49468]:البحر المحيط 7/523.
[49469]:كشاف الزمخشري 3/473.
[49470]:الرازي المرجع السابق.