السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِن يَشَأۡ يُسۡكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظۡلَلۡنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٍ} (33)

{ إن يشأ } أي : الله الذي حملكم فيها على ظهر الماء آية بينة سقط اعتبارها عندكم لشدة ألفكم لها { يسكن الريح } الذي يسيرها وأنتم مقرون بأن أمرها ليس إلا بيده ، وقرأ نافع بألف بعد الياء جمعاً والباقون بغير ألف إفراداً { فيظللن } أي : فيتسبب عن ذلك أنهن يظللن أي : يقمن ليلاً كان أو نهاراً { رواكد } أي : ثوابت لا تجري { على ظهره } أي : البحر { إن في ذلك } أي : ما ذكر في حال السفن في سيرها وركوبها بما لا يقدر عليه إلا الله تعالى بدليل ما للناس كافة من الإجماع على التوجه في ذلك إليه خاصة والانخلاع مما سواه { لآيات } أي : على إحاطته سبحانه بجميع صفات الكمال { لكل صبارٍ } أي : على البلاء والشدة { شكور } أي : على نعمائه وهو المؤمن الكامل يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء فإن الإيمان نصفان ؛ نصف : صبر ، ونصف : شكر .