السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (35)

ثم رغب تعالى في لزوم الجهاد محذراً من تركه بقوله تعالى : { فلا تهنوا } أي : تضعفوا ضعفاً يؤدّي بكم إلى الهوان والذلّ { وتدعوا } أعداءكم { إلى السلم } أي : المسالمة وهي الصلح { وأنتم } أي : والحال أنكم { الأعلون } أي : الظاهرون الغالبون قال الكلبي : آخر الأمر لكم وإن غلبوكم في بعض الأوقات . وأصل الأعلون الأعليون فأعلّ وقرأ حمزة وشعبة بكسر السين والباقون بفتحها ثم عطف على الحال قوله تعالى { والله } أي : الملك الأعظم الذي لا يعجزه شيء ولا كفء له { معكم } أي : بنصره ومعونته وجميع ما يفعله الكريم إذا كان مع عبده ومن علم أنه سيده وعلم أنه قادر على ما يريد لم يبال بشيء أصلاً { ولن يتركم } أي : ينقصكم { أعمالكم } أي : ثوابها كما يفعل مع أعدائكم في إحباط أعمالهم ، لأنكم لم تبطلوا أعمالكم بجعل الدنيا محط أمركم .