السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ} (43)

وقوله تعالى : { خاشعة } حال من مرفوع يدعون وقوله تعالى : { أبصارهم } فاعل به ونسب الخشوع للأبصار ، لأنّ ما في القلب يعرف في العين وذلك أن المؤمنين يرفعون رؤوسهم من السجود ووجوههم أضوأ من الشمس ، ووجوه الكافرين والمنافقين سود مظلمة . { ترهقهم } أي : تغشاهم { ذلة } أي : عظمية لأنهم استعملوا الأعضاء التي أعطاهموها الله سبحانه ليتقرّبوا بها إليه في دار العمل في غير طاعته { وقد } أي : والحال أنهم قد { كانوا يدعون إلى السجود } أي : في الدنيا من كل داع يدعو إلينا ، وقال إبراهيم التيمي : أي يدعون بالأذان والإقامة فيأبون . وقوله تعالى : { وهم سالمون } أي : معافون أصحاء ، حال من مرفوع يدعون الثانية . وقال سعيد بن جبير : كانوا يسمعون حيّ على الفلاح فلا يجيبون ، وقال كعب الأحبار : والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات .