السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

{ فلما رأوه } أي : العذاب بعد الحشر { زلفة } أي : ذا قرب عظيم منهم { سيئت } قال ابن عباس رضي الله عنهما : أي : اسودّت { وجوه } وأظهر في موضع الإضمار تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف ، فقال تعالى : { الذين كفروا } أي : أظهروا السوء وغاية الكراهة في وجوه من أوقع هذا الوصف .

تنبيه : الأصل ساء ، أي : أحزن وجوههم العذاب ورؤيته ، ثم بني للمفعول ، وساء هنا ليست المرادفة لبئس .

وأشم كسرة السين نافع وابن عامر والكسائي والباقون بإخلاص الكسرة . وقيل : أي : قال لهم الخزنة تقريعاً وتوبيخاً { هذا الذي كنتم } أي : جبلة وطبعاً { به } أي : بسببه ومن أجله { تدّعون } أي : تتمنون وتسألون وتزعمون أنكم لا تبعثون ، وهذه حكاية حال تأتي ، عبر عنها بطريق المضي لتحقق وقوعها ، وقرأ هشام والكسائي بضم القاف ، والباقون بكسرها .