السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُمُ ٱلرِّجۡزَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ هُم بَٰلِغُوهُ إِذَا هُمۡ يَنكُثُونَ} (135)

{ فلما كشفنا عنهم الرجز } أي : بدعاء موسى عليه السلام { إلى أجل هم بالغوه } أي : إلى حدّ من الزمان هم بالغوه لا محالة فمعذبون فيه لا ينفعهم ما تقدّم لهم من الإمهال وكشف العذاب إلى حلوله وهو وقت إهلاكهم بالغرق في اليمّ وقوله تعالى : { إذا هم ينكثون } جواب لما أي : فلما كشفنا عنهم فاجؤا النكث من غير توقف وتأمّل فيه .

فإن قيل : إنّ الله تعالى علم من حال هؤلاء أنهم لا يؤمنون بتلك المعجزات فما الفائدة في تواليها عليهم وإظهار الكثير منها ؟ أجيب : بأنّ الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا يسئل عما يفعل .