تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُمُ ٱلرِّجۡزَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ هُم بَٰلِغُوهُ إِذَا هُمۡ يَنكُثُونَ} (135)

الآية 135 وقوله تعالى : { فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون } قال الحسن : قوله { كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه } ولو أطاعوا ، وأوفوا بالعهد الذي عهدوا ، ولكنهم لما نكثوا ذلك انتقم منهم .

وهذا الحرف يؤدّي إلى مذهب الاعتزال ؛ لأنهم يقولون : إن من قتل ، أو عذّب تعذيب إهلاك ، إنما هلك قبل أجله ، وأجله الموت . لكن هذا يصلح ممّن يجهل العواقب .

وأما الله سبحانه يتعالى عن ذلك أن يجعل له أجلين : الموت ، والآخر القتل . ولكن جعل من في علمه أنه يقتل القتل ، ومن يموت حتف أنفه الموت . وكذلك ما روي في الخبر ( إن صلة الرحم تزيد في العمر ) [ ابن عساكر : 5/210 ] أي من علم منه أنه يصل رحمه جعل عمره أزيد ممن يعلم أنه لا يصل رحمه ، لا إنه يجعل عمره إلى وقت ، ثم إذا وصل رحمه زاد لما ذكرنا أن ذلك أمر من يجهل العواقب . وأما من يعلم ما كان وما يكون أنه لو كان كيف يكون ؟ فلا .