السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (84)

{ وأمطرنا عليهم مطراً } أي : نوعاً من المطر عجيباً وهو مبين بقوله تعالى : { وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل } ( الحجر ، 74 ) .

أي : قد عجنت بالكبريت والنار ، يقال : مطرت السماء وأمطرت ، وقال أبو عبيدة : يقال في العذاب : أمطر وفي الرحمة مطر ، وقيل : خسف بالمقيمين منهم وأمطرت الحجارة على مسافريهم { فانظر } أي : أيها الإنسان { كيف كان عاقبة المجرمين } .

روي أنّ تاجراً منهم كان في الحرم فوقف الحجر أربعين يوماً حتى قضى تجارته وخرج من الحرم فوقع عليه ، وقال مجاهد : نزل جبريل عليه السلام وأدخل جناحه تحت مدائن قوم لوط فاقتلعها ورفعها إلى السماء ثم قلبها فجعل أعلاها أسفلها ثم أتبعوا بالحجارة كما قال تعالى : { فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل } ( الحجر ، 74 ) .