إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (84)

{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا } أي نوعاً من المطر عجيباً وقد بينه قوله تعالى : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً من سِجّيلٍ } [ الحجر ، الآية 74 ] قال أبو عبيدة : مُطر في الرحمة وأُمطِر في العذاب . وقال الراغب : مُطر في الخير وأُمطر في العذاب ، والصحيح أن أَمطَرنا بمعنى أرسلنا عليهم إرسالَ المطر . قيل : كانت المؤتَفِكةُ{[286]} خمسَ مدائن ، وقيل : كانوا أربعةَ آلافٍ بين الشام والمدينة فأمطر الله عليهم الكِبريتَ والنارَ ، وقيل : خَسَف بالمقيمين منهم وأُمطرت الحجارةُ على مسافريهم وشُذّاذهم ، وقيل : أُمطر عليهم ثم خُسِف بهم . ورُوي أن تاجراً منهم كان في الحرَم فوقف الحجرُ له أربعين يوماً حتى قضى تجارتَه وخرج من الحرم فوقع عليه ، وروي أن امرأتَه التفتت نحوَ ديارِها فأصابها حَجَرٌ فماتت { فانظر كَيْفَ كَانَتْ عاقبة المجرمين } خطابٌ لكل من يتأتى منه التأملُ والنظرُ تعجيباً من حالهم وتحذيراً من أعمالهم .


[286]:المؤتفكة: هي مدائن قوم لوط.