الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} (84)

وقوله : { وأمطرنا{[24350]} عليهم } [ 84 ] .

أي : أمطرت عليهم حجارة من سجيل{[24351]} بعد قلب مدائنهم عاليها سافلها فأهلكت من كان خارجا من المدينة ، من مسافر وغيره ، { فانظر } ، يا محمد ، { كيف كان عاقبة المجرمين }[ 84 ]{[24352]} .


[24350]:قال الراغب في مفردات ألفاظ القرآن /مطر: "وقيل: إن "مطر" يقال في الخير، و"أمطر" في العذاب،...". انظر: الدر المصون 3/299، وحاشية الجمل على الجلالين 3/70. قال السمين الحلبي في الدر المصون 3/299: "وقوله تعالى هنا: {وأمطرنا}، ضمن معنى: "أرسلنا"، ولذلك عدي بـ "علي"، وعلى هذا فـ: {مطرا} مفعول به؛ لأنه يراد به الحجارة، ولا يراد به المصدر أصلا، إذ لو كان كذلك لقيل (إمطارا).
[24351]:السجيل: حجر وطين مختلط. مفردات الراغب /سجل.
[24352]:انظر: جامع البيان 12/553. قال أبو حيان، البحر المحيط 4/338: "خطاب للرسول، أو للسامع قصتهم، كيف كان مآل من أجرم. وفيه إيقاظ وازدجار أن تسلك هذه الأمة هذا المسلك".