السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ} (18)

{ فإذا قرأناه } عليك بقراءة جبريل عليه السلام { فاتبع } أي : بغاية جهدك بإلقاء سمعك وإحضار قلبك { قرآنه } أي : قراءته مجموعة على حسب ما أداه رسولنا وجمعناه لك في صدرك ، وكرر تلاوته حتى يصير لك به ملكة عظيمة ، ويصير لك خلقاً ، فيكون قائدك إلى كل خير . وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى : { لا تحرك به لسانك لتعجل به } قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه ، وكان يعرف منه فأنزل الله تعالى الآية التي في لا أقسم بيوم القيامة { لا تحرّك به لسانك } الآية ، فكان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق . فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى » قال سعيد بن جبير : قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : فأنا أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما فأنزل الله عز وجل الآية .