السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ} (16)

ولما كان صلى الله عليه وسلم إذا لقن الوحي نازع جبريل عليه السلام القراءة ولم يصبر إلى أن يتمها مسارعة إلى الحفظ وخوفاً من أن ينفلت منه أمره الله تعالى بأن ينصت له ملقياً إليه بقلبه وسمعه حتى يقضي الله تعالى وحيه ثم يعقبه بالدراسة إلى أن يرسخ فيه بقوله تعالى : { لا تحرك به } أي : بالقرآن { لسانك } ما دام جبريل عليه السلام يقرؤه { لتعجل به } أي : لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك ، فإنّ هذه العجلة وإن كانت من الكمالات بالنسبة إليك وإلى إخوانك من الأنبياء عليهم السلام كما قال موسى عليه السلام : { وعجلت إليك ربّ لترضى } [ طه : 84 ] نقل صلى الله عليه وسلم من مقام كامل إلى أكمل منه .