السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ} (2)

ولا خلاف في قوله تعالى : { ولا أقسم بالنفس اللوامّة } في المدّ والكلام في لا المتقدّمة وجرى الجلال المحلي على أنها زائدة في الموضعين . واختلف في النفس اللوامّة فقيل : هي نفس المؤمن الذي لا تراه يلوم إلا نفسه تقول : ما أردت بكذا ولا تراه يعاتب إلا نفسه . وقال الحسن رضي الله عنه : هي والله نفس المؤمن ما ترى المؤمن إلا يلوم نفسه ما أردت بكلامي ما أردت بأكلي ما أردت بحديثي ، والفاجر لا يحاسب نفسه . وقال مجاهد رضي الله عنه : هي التي تلوم على ما فات ، فتلوم نفسها على الشرّ لم فعلته ، وعلى الخير لم لا تستكثر منه ، وقيل : تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها . وقيل : المراد آدم عليه السلام لم يزل لائماً نفسه على معصيته التي أخرج بها من الجنة . وقيل : هي الملومة فتكون صفة ذمّ وهو قول من نفى أن تكون قسماً ، وعلى الأوّل صفة مدح فيكون القسم بها سائغاً . وقال مقاتل رضي الله عنه : هي نفس الكافر يلوم نفسه تحسراً في الآخرة على ما فرّط في جنب الله تعالى .