السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيُطَافُ عَلَيۡهِم بِـَٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ وَأَكۡوَابٖ كَانَتۡ قَوَارِيرَا۠} (15)

ولما وصف تعالى طعامهم ولباسهم وسكنهم وصف شرابهم بقوله تعالى : { ويطاف } أي : من أي طائف كان لكثرة الخدم { عليهم بآنية } جمع إناء كسقاء وأسقية وجمع الآنية أوان وهي ظروف للمياه ومعنى يطاف أي : يدور على هؤلاء الأبرار الخدم إذا أرادوا الشرب . ثم بين تلك الآنية بقوله تعالى : { من فضة } قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء أي : الذي في الجنة أشرف وأعلى ولم ينف الآنية الذهبية بل المعنى : يسقون في الأواني الفضة وقد يسقون في الأواني الذهب كما قال تعالى : { سرابيل تقيكم الحرّ } [ النحل : 81 ] أي : والبرد فنبه بذكر أحدهما على الآخر .

ولما جمع الآنية خص فقال تعالى { وأكواب } جمع كوب ، وهو كوز لا عروة له فيسهل الشرب منه من كل موضع فلا يحتاج عند التناول إلى إدارة { كانت } أي : تلك الأكواب كوناً هو من جبلتها { قوارير } أي : كانت بصفة القوارير من الصفاء والرقة والشفوف والإشراق ، جمع قارورة وهي ما أقرّ فيه الشراب ونحوه من كل إناء رقيق صاف . وقيل : هو خاص بالزجاج .