الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَيُطَافُ عَلَيۡهِم بِـَٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ وَأَكۡوَابٖ كَانَتۡ قَوَارِيرَا۠} (15)

ثم قال تعالى : ( ويطاف عليهم بآنية من فضة ) .

أي : ويطاف على هؤلاء الأبرار في الجنة بآنية في بياض الفضة وصفاء القوارير {[72456]} .

قال مجاهد : فيها رقة القوارير في بياض الفضة . وهو قول قتادة {[72457]} .

- وقوله : ( وأكواب )

أي : " ويطاف عليهم مع الأواني بجرار ضخام فيها الشراب . وكل جرة ضخمة لا عروة لها [ فهي ] {[72458]} كوب " {[72459]} .

وقال مجاهد : الكوب : [ الكوز ] {[72460]} الذي لا عروة له {[72461]} . وهو قول أكثر المفسرين . وقال قتادة : هو القِدح {[72462]} .

- وقوله : ( كانت قوارير قواريرا )

[ أي ] {[72463]} : كانت هذه الأواني والأكواب قوارير فحولها الله {[72464]} فضة . وقيل : إن قوله : ( ويطاف عليهم بآنية من فضة ) يدل على أن أرض الجنة من فضة {[72465]} . لأن المعلوم في الدنيا المتعارف أن كل آنية ( تتخذ ) {[72466]} فإنما تخذ من تربة الأرض التي [ هي ] {[72467]} فيها ، فدل على أن أرض الجنة من فضة ، بقوله : ( ويطاف عليهم بآنية من فضة ) {[72468]} .

قال أبو صالح : كان تراب هذه الأواني فضة {[72469]} .


[72456]:- انظر جامع البيان 29/215 وأخرجه بنحوه عن ابن عباس.
[72457]:- انظر جامع البيان 29/215.
[72458]:- م، ث: فهو.
[72459]:- جامع البيان 29/215.
[72460]:- ساقط من م. "والكُوز من الأواني: معروف، وهو مشتق من كاز الشيء كوزا أي: جمعه. وجمع الكوز: أكْوازٌ وكِيزان وكِوَزَةٌ". انظر اللسان (كوز) نقلا عن سيبويه فيما يحكيه.
[72461]:- انظر إعراب النحاس 5/101 وحكاه عن أهل التفسير أيضا. وفي جامع البيان 29/215 عن مجاهد "{وأكواب} ليس لها آذان". وهو معنى قول الضحاك في تفسير الماوردي 4/167. وانظر الغريب لابن قتيبة 503. والمحرر 16/189. وتفسير القرطبي 16/11.
[72462]:- المحرر 16/189 وفي جامع البيان 29/215 عن مجاهد: "الأقداح".
[72463]:- ساقط من م.
[72464]:- ث: إليه.
[72465]:- ث: أرض الجنة فضة. وكذا هي في جامع البيان 29/216.
[72466]:- ساقط من ث.
[72467]:- زيادة من أ.
[72468]:- ذكره القرطبي في تفسيره: 19/140-41 عن ابن عباس مختصرا قال: "أرض الجنة من فضة والأواني تتخذ من تربة الأرض التي منها" وانظر نحوه عند الزجاج في معانيه 5/260.
[72469]:- أ: من فضة.