السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمٗا وَمُلۡكٗا كَبِيرًا} (20)

ولما ذكر المخدوم والخدم ذكر المكان بقوله تعالى : { وإذا رأيت } أي : وجدت منك الرؤية { ثم } أي : هناك في أي مكان كان في الجنة ، وأي شيء كان فيها . وقوله تعالى { رأيت } جواب إذا أي : رأيت { نعيماً } أي : ليس فيه كدر بوجه من الوجوه ولا يقدر على وصفه واصف . { وملكاً كبيراً } أي : لم يخطر على باله مما هو فيه من السعة وكثرة الموجود والعظمة .

قال سفيان الثوري : بلغنا أن المُلْك الكبير تسليم الملائكة عليهم . وقيل : كون التيجان على رؤوسهم كما تكون على رؤوس الملوك ، وقال الحكيم الترمذي : هو ملك التكوين إذا أرادوا شيئاً ، قالوا له : كن فيكون . وفي الخبر : إنّ الملك الكبير هو أنّ أدناهم منزلة أي : وما فيهم دنيء الذي في ملكه مسيرة ألف عام ويرى أقصاه كما يرى أدناه وإن أعظمهم منزلة من ينظر إلى وجه ربه سبحانه وتعالى كل يوم . أي : قدر يوم من أيام الدنيا مرّتين .