السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (11)

ولما بيّن تعالى حال من لا يرقب في الله إلاً ولا ذمة وينقض العهد وينطوي على النفاق ويتعدّى ما حدّ الله تعالى له بين ما يصيرون به من أهل دينه بقوله تعالى :

{ فإن تابوا } أي : رجعوا عن الشرك إلى الإيمان وعن نقض العهد إلى الوفاء به { وأقاموا الصلاة } أي : المفروضة عليهم بجميع حدودها وأركانها { وآتوا الزكاة } المفروضة عليهم طيبة بها نفوسهم { فإخوانكم } أي : فهم إخوانكم { في الدين } لهم ما لكم وعليهم ما عليكم . وقوله تعالى : { ونفصل الآيات لقوم يعلمون } اعتراض للحث على تأمل ما فصل من أحكام المعاهدين وخصال التائبين .