فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (11)

{ فإن تابوا } عن الشرك وعن نقض العهد إلى الوفاء به ، قال قتادة : يقول إن تركوا اللات والعزى وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله { وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة } أي التزموا أحكام الإسلام المفروضة { فإخوانكم } أي فهم إخوانكم { في الدين } أي في دين الإسلام لهم ما لكم وعليهم ما عليكم ، وكرره لاختلاف جزاء الشرط إذ جزاء الشرط في الأول تخلية سبيلهم في الدنيا ، وفي الثاني أخوتهم لنا في الدين ، وهي ليست عين تخليتهم بل سببها .

{ ونفصل الآيات } أي نبينها ونوضحها { لقوم يعلمون } بما فيها من الأحكام ويفهمونه ، وخص أهل العلم لأنهم المنتفعون بها ، والمراد بالآيات ما مر من الآيات المتعلقة بأحوال المشركين على اختلاف أنواعهم ، وعن ابن عباس قال : حرمت هذه الآية قتال أو دماء أهل الصلاة ، وقال ابن مسعود : أمرتهم بالصلاة والزكاة فمن لم يزك فلا صلاة له .

وقال ابن زيد : افترضت الصلاة والزكاة جميعا لم يفرق بينهما ، وأبى أن يقبل الصلاة إلا بالزكاة وقال يرحم الله أبا بكر ما كان أفقهه ، يريد ما قاله في حق من منع الزكاة والله لا أفرق بين شيئين جمع الله بينهما ، يعني الصلاة والزكاة .