السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٖ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} (52)

{ قل } يا محمد لهؤلاء المنافقين { هل تربصون } فيه حذف إحدى التاءين من الأصل أي : تنتظرون أن يقع { بنا } أيها المنافقون { إلا إحدى الحسنيين } تثنية حسنى تأنيث أحسن أي : إلا إحدى العاقبتين اللتين كل واحدة منهما هي حسنى العواقب وهما النصر أو الشهادة ، وذلك أنّ المسلم إذا ذهب إلى الجهاد في سبيل الله إما أن يسلم ويغنم فيحصل له المال وإما أن يقتل في سبيل الله فتحصل له الشهادة وهي العاقبة القصوى وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : «تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة ) { ونحن نتربص بكم } أي : إحدى السوأيين من العواقب إما { أن يصيبكم الله بعذاب من عنده } لا سبب لنا فيه كأن ينزل عليكم قارعة من السماء كما نزلت على عاد وثمود { أو } بعذاب { بأيدينا } أي : بسببنا من قتل ونهب وأسر وغير ذلك { فتربصوا } بنا ما ذكرنا من عواقبنا { إنا معكم متربصون } ما هو عاقبتكم ولا بد أن يلقى كلنا ما يتربصه لا يتجاوزه .