الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٖ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} (52)

ثم قال تعالى : { قل } يا محمد لهم : { هل{[28930]} تربصون بنا إلا إحدى الحسنين }[ 52 ] ، أي : إحدى الخلتين{[28931]} اللتين هما أحسن من غيرهما ، إما الظفر والأجر والغنيمة ، وإما القتل والظفر بالشهادة ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار{[28932]} .

{ ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده }[ 52 ] ، أي : بعقوبة عاجلة ، تهلككم{[28933]} : { أو بأيدينا }{[28934]}[ 52 ] ، أي : يسلطنا عليكم{[28935]} فنقتلكم .

قال ابن جريج : { بعذاب من عنده } : بالموت{[28936]} ، { أو بأيدينا } : بالقتل{[28937]} .

{ فتربصوا إنا معكم متربصون }[ 52 ] .

أي : فانتظروا إنا معكم منتظرون ، أي : ننتظر ما الله فاعل بكم ، وما إليه يصير كل فريق منا ومنكم{[28938]} .


[28930]:قال الفراء في معاني القرآن 1/441: "والعرب تدغم "اللام"، من "هل" و"بل" عند "التاء" خاصة، وهو في كلامهم عال كثير، يقول: هل تدري، وهتدرى، فقرأهما القراء على ذلك، وإنما استحب في القراءة خاصة تبيان ذلك، لأنهما منفصلان ليسا من حرف واحد، وإنما بني القرآن على الترسل والترتيل وإشباع بالكلام، فتبيانه أحب إلي من إدغامه، وقد أدغم القراء الكبار، [حمزة الكسائي، وخلف في رواية هشام]، وكل صواب".
[28931]:الخلة: بالفتح: الخصلة. المختار /خلل.
[28932]:جامع البيان 14/294، بتصرف.
[28933]:المصدر نفسه، بتصرف.
[28934]:في الأصل بعد "بأيدينا": بالقتل فتربصوا، وفيه اضطراب.
[28935]:في الأصل: أي: يسلط عليك، وهو تحريف.
[28936]:زاد المسير 3/451، والبحر المحيط 5/53.
[28937]:الدر المنثور 4/217، بلفظ: "القتل بالسيوف".
[28938]:جامع البيان 14/291، بتصرف يسير، وتنظر: فيه الآثار الواردة في تفسير الآية.