الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٖ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} (52)

{ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ } تنتظرون { بِنَآ } أيها المنافقون { إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ } أما النصر والفتح مع الأجر الكبير ، وأمّا القتل والشهادة وفيه الفوز الكبير .

أخبرنا أبو القاسم الحبيبي قال : حدّثنا جعفر بن محمد العدل ، حدّثنا أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم العبدي ، حدّثنا أبو بكر أُمية بن بسطام ، أخبرنا يزيد بن بزيع عن بكر بن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يضمن الله لمن خرج في سبيله ألاّ يخرج إيماناً بالله وتصديقاً برسوله أن ( يرزقه ) الشهادة ، أو يردّه إلى أهله مغفوراً له مع ما نال من أجر وغنيمة " .

{ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ } إحدى الحسنيين { أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ } فيهلكهم الله كما أهلك الامم الخالية . قال ابن عباس : يعني الصواعق ، قال ابن جريج يعني الموت [ والعقوبة ] بالقتل بأيدينا كما أصاب الامم الخالية من قبلنا { فَتَرَبَّصُواْ } هلاكنا { إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } وقال الحسن : فتربصوا مواعيد الشيطان إنّا معكم متربّصون مواعيد الله من إظهار دينه واستئصال من خالفه ، وكان الشيطان يمنّي لهم بموت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .